علي بن أحمد المدخلي: الإخوان في السعودية وأحداث تركيا

علي بن أحمد المدخلي: الإخوان في السعودية وأحداث تركيا

شارك

إلى عهد قريب والبعض ينفي وجود تنظيمٍ للإخوان المسلمين في المملكة العربية السعودية، وأعني كل ما يحمله تعبير ( تنظيم ) من وجود هياكل إدارية وفكرية وثقافية.

لكن أحداث الربيع العربي وخصوصا ما حصل في مصر من خروج الشعب المصري لطرد ذلك التنظيم ووقوف الجيش المصري البطل في صف الشعب، وما تلا ذلك من تأييد ودعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- آن ذاك، ومن ثم عالمي كشف عن وجود تنظيم خطير متغلغل للأسف الشديد في المجتمع. فقد ترك هذا التنظيم الإخواني يعمل بحرية مطلقة مستغلًا إحسان الظن الذي كان يتعامل به المجتمع السعودي مع ( رجل الدين )، غير أن هذا المجتمع صدم وبشدة عندما وجد أن كثيراً ممن كان يحسن بهم الظن قد تبنوا موقفاً مغايراً لموقف القيادة السياسية للبلد، بل طعنوا فيها وحرضوا عليها؛ وكل ذلك من أجل جماعة محظورة …!!

وبعد فشل الانقلاب في تركيا .. تأكد لكل مثقف فطن أن هذا التنظيم الإخواني السعودي له معايير خاصة للولاء والبراء لا تنطلق من الشريعة الإسلامية بل من المصلحة الحزبية …

وأن رموز هذا التنظيم والمتأثرين بفكره رفعوا صور أردوغان ودافعوا عنه بطريقة لم يفعلها حتى الأتراك أنفسهم وبحماسةٍ شديدةٍ لم تُعهدُ منهم حتى لوطنهم.

والعجيب أن هؤلاء الذين تحدثنا عنهم لهم مواقف مخزية في القضايا الوطنية حيث إن الغالبية العظمى منهم لم تصرح حتى الآن أن تنظيم القاعدة وزعيمها الهالك أسامة بن لادن وحزبه من الخوارج، بل دعموهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة برفعهم شعاراً خبيثاً ماكراً سموه (فكوا العاني) ليدافعوا فيه عن مجموعة من الخونة والعملاء من أعضاء القاعدة وغيرهم.

بينما صفقوا لأردوغان في حملته التي طالت أكثر من ستين ألفا بين موقوف ومفصول بحجة أنهم من داعمي الإنقلاب بل أخذوا يختلقون محاسن لأردوغان وحكومته وحزبه سخر منها العقلاء حتى في المجتمع التركي.

والعجيب أنهم يبررون هذا الحب والدفاع عن أردوغان بالخوف على هذا البلد من الفوضى والدمار وهو أمرٌ حسنٌ وجيدٌ لو أنهم يطبقونه في تعاملهم مع مصر التي وإلى الآن وهم يحرضون على حكومتها وجيشها غير آبهين بنتائج هذا التحريض؟؟

خلاصة القول: لقد كشف هذا التنظيم الإخواني في السعودية عن وجهه البشع وولائه الحزبي الخبيث الذي لا يهتم لا بدينه ولا بوطنه بل بمصالح حزب وتنظيم الإخوان الإرهابي؛ ورحم الله أسد السنة ولي العهد السعودي الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز وغفر له حيث قال ( الإخوان المسلمين أساس البلاء في الأمة الإسلامية).

نقلًا عن “الوئام” الإليكترونية

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.