شارك

وصل وفد الحكومة السورية بقيادة مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، اليوم الجمعة إلى جنيف لعقد أول جلسة في أحدث جولة من محادثات السلام في جنيف والتي يواجه فيها الوفد ضغوطا للتفاوض على شروط الانتقال السياسي.

ووصل الوفد بعد ستة أيام من الموعد الذي حدده وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا لبدء المفاوضات ومع تصاعد حدة القتال بالقرب من حلب بما يهدد بتقويض الهدنة الهشة التي تدعم المحادثات. ولم تظهر مؤشرات قوية على أن روسيا الحليف الأساسي للحكومة السورية قد تخفض دعمها العسكري.

وقال الجعفري اليوم الجمعة إن التركيز خلال اجتماعه مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة انصب على تقديم تعديلات على وثيقة الأمم المتحدة الصادرة في الجولة السابقة من المباحثات.

وأضاف للصحفيين بعد اجتماع دام قرابة الساعتين ونصف الساعة مع مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا إنه لا يوجد الكثير مما يمكن قوله الآن. ورفض تلقي أي أسئلة.

ووصف الجعفري الاجتماع بأنه “بناء ومثمر” وقال إن وفده سلم دي ميستورا تعديلات على 12 من المبادئ الأساسية العامة التي تم وضعها في الجولة السابقة من المفاوضات مضيفا أنه يأمل في بحث تلك التعديلات مع الأمم المتحدة يوم الاثنين.

وانتهت الجولة السابقة من محادثات السلام في 24 مارس، بإصدار دي ميستورا وثيقة تحوي 12 مبدءا استرشاديا وتعهده بالتركيز في الجولة القادمة على الانتقال السياسي الذي سيرسم خطا حاسما لنهاية الحرب الأهلية الدائرة منذ خمسة أعوام.

وانضم وفد المعارضة الرئيسي الممثل في الهيئة العليا للمفاوضات للمحادثات في جنيف منذ يومين. وأبلغ المتحدث باسمها رويترز أمس الخميس بأن المعارضة على استعداد لتقاسم مقاعد في هيئة حكم انتقالية مع أعضاء من الحكومة السورية بشرط تنحي الرئيس السوري عن السلطة.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن عمران الزعبي وزير الإعلام السوري قوله من دمشق إن مستقبل الأسد ليس محل تفاوض لا في جنيف ولا في أي مكان آخر.

وقال الزعبي إن مصير الأسد يجب أن يقرره الشعب السوري في إطار عملية ديمقراطية وإنه لن يناقشه مع أي طرف آخر أبدا.

وقال قادة جماعات المعارضة المسلحة في سوريا اليوم الجمعة من جنيف إنهم ما زالوا يدعمون المحادثات لكنهم اتهموا دمشق بمحاولة تقويض اتفاق وقف إطلاق النار وحثوا القوى الدولية على تحديد ما إذا كانت الهدنة مازالت قابلة للاستمرار.

وقال دبلوماسي غربي رفيع قريب من المحادثات إن من الواضح أن الحكومة السورية لا تعتزم التفاوض بحسن نية. وقال الدبلوماسي “النظام يفعل كل ما بوسعه لوأد المفاوضات.”

وأضاف “لو كان هناك وقت ينبغي للحكومة ألا تشن هجوما فيه (بمنطقة حلب) فإنه كان يجب أن يكون اليوم السابق لوصول الوفد الحكومي إلى جنيف.”

وقال الدبلوماسي الغربي إن الحكومة السورية ترفض الحديث عن الانتقال السياسي. وأضاف “دي ميستورا يصر على أن هذا الأمر هو الوحيد المطروح على أجندة المحادثات وأن الوثيقة الخاصة بالمبادئ المكونة من 12 نقطة من الجولة السابقة تمت وانتهى أمرها. دعونا نرى كيف سيتعامل مع ذلك لكنه لا يمكنه أن يعطي النظام فرصة للهرب من ذلك.”

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.