شارك

الهجوم الذي استهدف بنجلاديش مؤخرا، وأسفر عن مقتل 20 أجنبيا على الأقل، وإصابة العشرات، ربما يعكس توجهات جديدة لدى “داعش”، إذ أن التنظيم المتطرف سرعان ما أعلن عن مسؤوليته عن الهجوم الارهابي، وهو ما يعد بمثابة تكتيك جديد يهدف إلى تحويل التركيز عن منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الراهنة، بحسب “نيويورك تايمز”.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الهجوم الذي شنه مجموعة من المتطرفين على أحد المقاهي في الحي الدبلوماسي بمدينة دكا، يمثل تصعيدا غير مسبوق لطموح وقدرات متطرفي الدولة الآسيوية، إذ لم يستطيعوا من قبل سوى القيام ببعض عمليات الاغتيال التي استهدفت أعدادا محدودة من المفكرين أو منتقدي الأفكار المتشددة أو أبناء وقيادات الأقليات الدينية في البلاد.

المسلحون، على ما يبدو، كانوا يتوقون لتضخيم أعمالهم من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، هكذا تقول الصحيفة الأمريكية البارزة، إذ طلبوا من الموظفين تشغيل شبكة الواي فاي في المطعم بعد أن قتلوا عملاء المقهى، ثم استخدموا هواتف العملاء لنشر صور الجثث على شبكة الإنترنت.

وأوضحت “نيويورك تايمز” أن الهجوم يعكس أيضا تدويل شبكات المتطرفين في بنجلاديش، وهو الأمر الذي يمثل مصدر قلق رئيسي للمجتمع الدولي، في ظل المساعي الدولية، والتي تقودها الولايات المتحدة، من أجل احتواء نمو التنظيم المتطرف خلال الأيام المقبلة، في ضوء التهديدات الكبيرة التي يمثلها التنظيم للمصالح الأمريكية في مختلف مناطق العالم.

وذكرت أن بنجلاديش، والتي يبلغ عدد سكانها 160 مليون شخص أغلبهم مسلمين سنة، وتزيد فيها الشريحة السكانية أدنى من 25 عامًا، تعد أرضًا خصبًة لتجنيد عناصر جدد في تنظيم “داعش”، الذي يتعرض في الوقت الراهن لضغوط في معاقله الرئيسية في العراق وسوريا.

ونوَّهت الصحيفة بأن مسؤولي استخبارات غربية كانوا يراقبون التنظيم وجدوا أنه يركز على بعثات في أماكن أخرى في العالم، ويشن هجمات على أهداف مدنية نائية يصعب إحباطها بالحملات العسكرية التقليدية، وبالتالي فهناك حاجة ملحة لإعادة تقييم التهديدات التي يمثلها التنظيم خلال المرحلة المقبلة.

ولفتت “نيويورك تايمز” أنه لسنوات، واصل داعش حملة القتل الجماعي في سوريا والعراق، وفي الهجمات التني شنتها التنظيم أو أوحى لها بشكل غير مباشر في الدول الغربية، ومنها الهجمات المنسقة في باريس وبروكسل وإطلاق النار الجماعي في مقهى ليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا، قتل المهاجمون بشكل عشوائي.

وقالت الصحيفة إذا  ما نطرنا عن كثب على الهجوم الذي تبناه داعش في بنجلاديش، في حين أنه لم يتبن التفجيرات المنسوبة إليه في تركيا، بما في ذلك الهجوم على مطار أتاتورك الأسبوع الماضي فإننا نخلص إلى أن التنظيم المتطرف يقوم بتفصيل أساليب مختلفة للتعامل مع الأحداق وفقا للمناطق أو الفئات المستهدفه.

ونقلت الصحيفة، في تقريرها المنشور الأحد، عن ريتا كاتز، مدير مجموعة “سايت للاستخبارات” التي تعقبت هجمات الجماعة في بنجلاديش قولها “لكي يحافظ داعش على التأييد بين أتباعه وأنصاره المحتملين، يجب أن يأخذ اعتبارات مختلفة في الاعتبار عند التخطيط لهجوم في دولة إسلامية مقابل دول غير إسلامية”.

وكتبت كاتز، في تحليل نشر مؤخرًا على الإنترنت “داعش يشجع قتل المدنيين بشكل عشوائي في فرنسا، بلجيكا، أمريكا أو دول غربية أخرى، ولكن في بلد مثل تركيا، داعش يجب أن يكون على يقين من أنه لا يقتل المسلمين – أو على الأقل يجعل الأمر يبدو وكأنه لا يحاول ذلك”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.