شارك

عقبات عديدة تواجه السعودية تعوق جهودها الكبيرة من أجل تضييق الفجوة الكبيرة بين مصر وتركيا- الحليفان الأكبر للمملكة في الشرق الأوسط- في ضوء الصراع الراهن بين الرياض وطهران، هكذا بدأت “وول ستريت جورنال” تقريرًا لها.

وزعمت الصحيفة الأمريكية البارزة أن فشل السلطات السعودية في التوفيق بين حليفيها في المرحلة الراهنة، يعني خسارة كبيرة للمملكة، في المرحلة الراهنة في ظل صراعها المتزايد مع طهران، إذ أن كلا الدولتين تحظيان بثقل إقليمي كبير ربما لا يقل بأي حال من الأحوال عما تحظى به طهران من نفوذ، ورأت أن من الأفضل للسعودية أن يكون هناك توافق بين مصر وتركيا، حتى يمكن التعويل عليهما.

وبحسب الصحيفة، فإن تركيا انحازت إلى السعودية، فيما يخص الأزمة السورية المشتعلة، فازداد التعاون بينهما مؤخرًا في تقديم الدعم للمعارضة السورية، لمواجهة نظام الرئيس بشار الأسد، المدعوم من إيران، بينما مصر لعبت دورا كبيرا في التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن ضد الميليشيات الحوثية، والموالية هي الأخرى لطهران.

ورأت أن التوتر الذي تشهده العلاقات المصرية التركية يعد أكثر ما يثير القلق داخل المملكة، موضحة أن العلاقة بين البلدين توترت منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في يوليو 2013، إلا أن هذا الأمر ربما ليس الوحيد الذي يثير القلق داخل أروقة السلطة في المملكة، في ظل وجود خلافات في بعض وجهات النظر بين السعودية وحليفيها.

وقالت إنه في أعقاب قطع المملكة علاقاتها مع طهران على خلفية الهجوم على السفارة السعودية في يناير الماضي، لم تقوم تركيا بإجراء مماثل، إذ لم تقطع علاقاتها مع إيران.

ونقلت الصحيفة عن المحلل السعودي فهد نزار، قوله إن المملكة تريد من حلفائها أن يعلنوا عن مواقفهم، لأن مواجهة العنف في المنطقة تحتاج إلى سياسات حاسمة، بينما يرجع الغموض في مواقف البلدين إلى عدم التوافق حول معضلتي منطقة الشرق الأوسط، وهما الصراع السني الشيعي، والذي يحتل الجزء الأكبر من اهتمام المملكة، وكذلك العداء بين أنصار ومناهضي حركات الإسلام السياسي.

وأضافت أن الإطاحة بجماعة الإخوان من السلطة في مصر وسجن الرئيس مرسي، قد أثار غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ينتمي لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، ويحكم تركيا منذ 2002، وبالتالي أصبح الالتزام الأيديولوجي يغطي على المزايا «الجيوسياسية» من وراء التحالف مع مصر.

يقول وزير الخارجية التركي السابق يسار ياكس “لا بد من إنهاء كافة الخلافات بين تركيا ومصر. مصر شريك رئيس، وقوة كبرى في الشرق الأوسط، وتركيا تحرم نفسها من دعم دولة بهذا الحجم”، موضحا في الوقت نفسه أن هناك ضرورة لموقف تركي معاد من إيران، في ظل التوترات التي تشهدها العلاقات بين أنقرة وطهران، الأمر الذي يمثل خطورة كبيرة في المستقبل، وبالتالي يصبح الوئام مع السعودية هو الخيار المطروح.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.