شارك

على الرغم من القوانين الصارمة التي تطبقها الحكومة الإيرانية تجاه تجارة الهيرويين والأفيون، والتي خاضت ضدها حربًا ضروسًا، إلا أنها ربما فشلت في القضاء تماما على تجارة المخدرات، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، وذلك في ظل الرواج الكبير الذي تشهده تجارة الماريجوانا في الدولة الفارسية.

 وأضافت الصحيفة الأمريكية البارزة أن الحكومة الإيرانية تقوم بإعدام مئات الأشخاص الإيرانيين باتهامات تدور كلها حول الاتجار في المخدرات، كما أن أعداد كبيرة من رجال الأمن الإيرانيين قد لقوا حتفهم خلال العقدين الماضيين في مواجهات مسلحة مع المهربين الذين يقومون بتهريب المواد المخدرة عبر الحدود الإيرانية الأفغانية

 إلا أنها بالرغم من ذلك، فإن حكومة طهران لا يبدو أنها تحرك ساكنا تجاه الزيادة الكبيرة التي تشهدها تجارة الماريجوانا في الأراضي الإيرانية خلال الأيام الماضية، بحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة الأمريكية أمس الأحد، حيث أنه في الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الإيرانية إجراءات صارمة مع شاربي الخمر، فإنها تتجاهل تماما معاقبة حاملي الماريجوانا.

وأوضحت “نيويورك تايمز” أن الحكومة الفارسية قامت بافتتاح حوالي 150 مركزًا لعلاج إدمان الخمور، كما تقوم وزارة الصحة بمكافحة المخدرات التي تسبب الإدمان، مثل الهيرويين، إلا أن الشرطة الإيرانية لا تبدي أي تفاعل مع تجارة الماريجوانا، فلو نظرنا إلى شرب الخمر في إيران، نجد أن عقوبته تصل إلى الجلد، حيث أن شارب الخمر قد يحصل على 99 جلدة، على الأقل نظريا، حيث أن العقوبة غالبا ما لا يتم تطبيقها لأن معظم الناس يتجهون لدفع الغرامة، إلا أن حاملي الماريجوانا لا يتم معاقبتهم سواء بالسجن أو الجلد أو حتى الغرامة.

 وبالتالي فإن النتيجة هي ارتفاع معدلات استخدام الماريجوانا بسرعة كبيرة في الداخل الإيراني، هكذا قالت الصحيفة الأمريكية، حيث تسمى الماريجوانا في طهران “غول” بمعنى “الزهرة”، ويمكن أن تجدها في كل مكان في العاصمة وحولها.

 وأضافت “يمكنك أن تشم رائحة دخان الماريجوانا الكريهة في مطاعم منتجعات التزلج في ديزين وشمشاك، وفي شهور الشتاء، يمكنك أن ترى الشباب الذي يذهب للتزلج على الجليد يقوم بإعداد سجائر الماريجوانا أثناء ركوب التلفريك لصعود الجبل.”

يستخدم الطلبة الماريجوانا في سكن طلاب الجامعة، للاسترخاء أو لزيادة التركيز، بحسب الصحيفة الأمريكية البارزة، وكذلك أثناء الحفلات التي تقام في المنازل الخاصة، حيث يتم تداول سجائر الماريجوانا بكل حرية كما يفعل الناس في أمستردام، كما يمكنك طلب توصيل الماريجوانا للمنزل عن طريق مكالمة تليفونية.

وأضافت الصحيفة أنه لا توجد إحصاءات رسمية في إيران عن استخدام الماريجوانا، ولكن الأعداد التي تتوافد على عيادات التأهيل تشير إلى أن تدخين الماريجوانا ينتشر بكثرة في المدن الإيرانية، حيث أن أعدادُ المرضى الذين يتوافدون على العيادات المتخصصة في علاج الإدمان تضاعفَ أربع مرات في السنوات الخمس الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن خبراء إدمان في الدولة الفارسية إن قطاعا كبيرا من الشباب الإيراني غالبًا ما يتجهون للإدمان نظرا لانتشار البطالة وارتفاع أسعار المساكن، مما يمنع الكثير من الشباب من تكوين أسرة، وهو الأمر الذي يؤدي بهم إلى الانعزال والاكتئاب، وبالتالي تصبح الماريجوانا بمثابة ملجأ لهم للهروب من واقعهم السيء

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.