محمد العمر: التبرير الإعلامي الساذج

محمد العمر: التبرير الإعلامي الساذج

شارك

في زمن مضى كان المتلقي للأخبار والمعلومات، يقف أمام خيارات محدودة، بل إن وجهات النظر والتعليق عليها لا يتعديان إطار المحيط الواحد، لذا فرغبة التأثير ومحاولات الضغط على تلافي الأخطاء أو المقترحات كانت شبه معدومة، هذا في حال كانت الصحافة الورقية تتحلى بالمهنية التامة، لا التلقين فقط أو التبرير والتمييع والمجاملات.

في بدايات العولمة، وثورة المنتديات في «الشبكة العنكبوتية»، أضحت محطة لنثر الأطروحات والنقاشات والنقد، وأيضاً سيفاً مسلطاً على ما تطرحه بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية، فأمست مكاناً لزج الاندفاع العاطفي في الطرح على الأغلب، ولا نغفل جانب الأصوات المنطقية والعقلانية التي تتلقى أحياناً وفي توقيت الغليان «الهجوم والتخوين».

مع تطور العولمة ودخولها في عالم التقنية الرقمية والتطبيقات، أصبحت المؤسسات الإعلامية أمام ثورة كبيرة وتحدٍّ غير مسبوق، حتى إنها تتسابق في نقل ما يطرح داخل تلك الوسائل الاجتماعية.

أصبح لدى الكثيرين من مستخدمي تلك الوسائل، خبرة في فهم ما يُتداول سواء على الصعيد الإعلامي أو داخل تلك التطبيقات من نقاشات أو أخبار أو معلومات، وفهم ما إن كانت إشاعات أو تهييج لغرض عدائي ونحوه، بل أصبح لهم رؤية مؤثرة، ولا نُغفل جانب انطلاء بعضها على الآخرين.

خلال الأيام المنصرمة ومع موجة الأحداث في المنطقة، كانت لكل جهة إعلامية طريقتها في بث الأخبار، وكيفية التعاطي معها، والتي تقف بين مفترق المهنية والمصالح والأهواء، ومع أثنائها وبعد الانتهاء من بعضها كانت هناك موجة شعبية في وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً «تويتر» من الانتقادات والمقارنات ونحوها، بل إن بعض القنوات وُجه لها الشكر والعرفان على مهنية التغطية، مع عدم إغفال بعض الردود المحسوبة على «تيفو» القنوات الأخرى التي تهاجم بغرض الحقد والحملات التشويهية المغرضة لمصلحة قنواتها، والتي كانت تغطيتها متناقضة وبشكل صارخ وواضح، إلا أن الوعي الموجود بين الأكثرية في «تويتر» كشف للبقية عن تلك الوقاحة في طريقة التغطيات، حتى عندما بررت تلك القنوات وعبر حساباتها الرسمية في «التغريد» بتبرير ساذج يتعدى حدود المهنية ويتضح منه الاستغفال.

للأسف لم تراعِ تلك القنوات ظرف الزمان ولا المكان، ولم تراعِ أهمية استقطاب الجمهور والمؤيدين والمعجبين، بل ذهبت في نفق مظلم يغذي الغرور الآيديولوجي البحت الذي يرضي رؤية سياسية غير أخلاقية واستخدام طروحات حزبية متطرفة.

نقلا عن “الرؤية” الإماراتية

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.