قمع الحريات واﻹرهاب.. أوراق أردوغان للفوز في اﻹنتخابات

قمع الحريات واﻹرهاب.. أوراق أردوغان للفوز في اﻹنتخابات

مجدي سمير

شارك

شهدت تركيا في الفترة الأخيرة عدد من المعارك الانتخابية المختلفة والهامة والمتوالية، بداية من الانتخابات البلدية في مارس 2014، وحتى الانتخابات البرلمانية في يونيو الماضي، والمتابع للساحة السياسية الداخلية التركية يدرك أن حزب “العدالة والتنمية” الحاكم والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لم يتعلما الدرس حتى اللحظة، وهو ما يعكسه تكرار السيناريوهات الخاصة لفترة ما قبل الانتخابات.

وعلى مدار 4 أشهر، وقبل موعد إعادة اﻹنتخابات، الأحد المقبل الأول من نوفمبر، شهدت تركيا مجموعة من الأحداث المسبقة لعملية الاقتراع أو “سيناريو انتخابي متكرر”، متمثل في قمع الإعلام المعارض ومنح مساحة أكبر لإعلام الحزب الحاكم، واستفزاز الأكراد، والتلاعب في الاستفتاءات، وأحيانا قطع تيار الكهرباء في بعض مراكز الاقتراع خاصة خلال عملية الفرز.

441

ومع تكرار تلك السيناريوهات تتراجع نسبة التأييد الشعبي للحزب الحاكم وفق النتائج النهائية لعمليات الاقتراع المتوالية، إلا أن أردوغان وحكومته يصران على عدم تعلم الدرس وإعادة نفس السيناريوهات.

قمع الإعلام المعارض

شهدت تركيا خلال الأيام الماضية أحد فصول السيناريوهات الانتخابية المتكررة من الحكومة التركية، والمتمثلة في عملية قمع الإعلام المعارض أو جريمة “إتقان العمل”، حسبما ذكر الكاتب الصحفي يافوز أجار، إذ تم اقتحام الأمن التركي لمقر مجموعة “إيباك” الإعلامية المعارضة ووقف عملها ومصادرة ممتلكاتها، ومن قبلها وقف بث قناتي “بوجون” و”قنال ترك” وإقالة رئيس تحرير الأولى، فضلا عن وقف طبع صحيفتي “مللت” و”بوجون” وذلك قبل أيام من عقد جولة الإعادة للانتخابات البرلمانية التي يعتبرها محللون أنها الأهم في التاريخ السياسي لأردوغان.

_52642_turkg

ويقول رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور هاني رسلان، إن “هذا السلوك المتكرر من أردوغان وحزبه إنما يسقط آخر الأقنعة التي كان يتدثر بها بالزعم أنه يستند إلى الإرادة الشعبية عبر العملية الديمقراطية، حيث كشف أنه صاحب مشروع استبدادى”.

استفزاز كردي

قال زعيم حزب “الشعوب الديمقراطية” الكردي صلاح الدين دميرطاش، أن لعبة الاستفزاز الحكومي للأكراد قبيل الانتخابات وعمليات التفجير المجهولة التي تضرب التجمعات الكردية خلال تلك الفترات تعد “لعبة قديمة.. خاصة وأنها تتكرر مرارا قبيل إجراء أي عملية انتخابية بالبلاد، بشكل أو آخر، بهدف إثارة العنف والاشتباكات وإعاقة العملية الانتخابية وصرف الكرد عن مراكز الاقتراع”.

شهدت تركيا قبل يومين من الانتخابات البرلمانية الماضية تفجير في تجمع كردي بمدينة شانلي أورفا التركية، وهو ما تكرر مجددا مطلع الشهر الجاري وقبل أسابيع قليلة من جولة الإعادة للانتخابات البرلمانية المقبلة.

دميرطاش: الأكراد يساهمون بقوة في تعزيز الديمقراطية بتركيا

استطلاعات الرأي

أكد عميد كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة “كوتش” التركية، علي تشاركو أوغلو، أن أكثر من نصف الشعب التركي لا يثق في نزاهة العملية الانتخابية. وأن نتائج إحدى استطلاعات الرأي كشفت أن ثقة الشعب التركي في نزاهة العملية الانتخابية الأخيرة تراجعت إلى 48% مقابل 57% في عام 2011، و70% في عام2007.

ويلجأ “العدالة والتنمية” إلى بعض الحيل قبيل عمليات الاقتراع من أهمها التلاعب في نتائج استطلاعات الرأي السابقة للانتخابات لتهيئة المناخ الشعبي العام لقبول النتائج المرجحة لكفته السياسية، إذ ذكرت صحيفة “طرف” التركية في يناير الماضي تصريحات لأحد أعضاء الحملة الدعائية للحزب، قائلا “5 حيل استخدمها الحزب الحاكم خلال عملية الاقتراع الأخيرة، وتمثلت أولى تلك الحيل في الاتفاق مع شركات استطلاع الرأي، لإظهار نسب التأييد الشعبي مرتفعة عن الواقع، لإقناع الرأي العام التركي بحتمية فوز الحزب الحاكم، وتهيئة الأجواء لنتائج الانتخابات”.

free-3054147827975014470

تزوير البيانات

أفادت صحيفة “زمان” أن العدالة والتنمية لجا إلى تزوير بعض البيانات لاستخدامها في استقطاب التأييد الشعبي قبل انتخابات الأحد المقبل، مؤكدة أن العدالة والتنمية بادر بالتلاعب في الإحصاءات الرسمية “فرفع في ليلة واحدة نصيب الفرد من الدخل القومي إلى عشرة آلاف دولار وخفض البطالة 1.1 مليون عاطل”، وذلك سعيا لخداع الناخبين حسبما رأي حزب “الشعب الجمهوري” المعارض.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.