شارك

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس الأربعاء، إن قوة الدفع في القتال الدائر في العراق وسوريا تحولت ضد تنظيم داعش، لكن المجتمع الدولي يجب أن يواجه أيضا تحدي بسط الاستقرار في المناطق التي حررت في الفترة الماضية.

وقال كيري أمام مؤتمر دولي لجمع المساعدات للعراق “لقد تغيرت قوة الدفع”، مضيفا أن “التحدي الجديد الذي نواجهه هو التأمين والمساعدة في إعادة إحياء منطقة محررة”.

وحذرت ليز جراندي منسقة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في العراق من أنه بدون تلبية احتياجات العراقيين المشردين جراء الصراع فإن الانتصارات العسكرية ستكون مؤقتة.

وقالت “الحملة العسكرية ستحقق نجاحا عظيما قصير المدى لكن ربما لديها قدرة محدودة على تحقيق تأثير دائم”.

وكان المسؤولان يتحدثان في الوقت الذي يجتمع فيه عدد من وزراء الدفاع والخارجية في واشنطن لجمع الأموال للعراق والاتفاق على الخطوات التالية في الحرب على تنظيم داعش خاصة في معقل الجماعة في الموصل.

وقال كيري إن هدف المؤتمر هو جمع أكثر من 2.1 مليار دولار مساعدات. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أنه في ظل أسوأ السيناريوهات فقد يتطلب مواجهة آثار معركة الموصل وما بعدها على المدنيين ملياري دولار من أموال الإغاثة وإعادة الاستقرار.

وتوقع مسؤولون في العراق والأمم المتحدة والولايات المتحدة معركة صعبة في الموصل لكن يتوقعون صعوبة أكبر فيما يليها. ومازال المسؤولون يضعون اللمسات الأخيرة على خطط لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة وإعادة الخدمات الأساسية والأمن للسكان ولنحو 2.4 مليون نازح.

وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر بعد اجتماع منفصل لنحو 30 وزير دفاع في قاعدة أندروز خارج واشنطن “معظم المحادثات اليوم ..كانت عما سيحدث بعد هزيمة تنظيم داعش”.

وأضاف كارتر “مبعث القلق الاستراتيجي الأكبر لوزراء الدفاع هنا كان إعادة الاستقرار وإعادة البناء …والتأكد من أن خططنا وتنفيذها سيكون في الوقت المناسب من أجل تنفيذ الشق العسكري”.

وقال كارتر إن بعض وزراء الدفاع أشاروا إلى عزم بلادهم على زيادة مساهماتها في الحملة العسكرية.

وسيعقب اجتماعات اليوم جلسة مشتركة لوزراء الدفاع والخارجية يوم الخميس لمناقشة الحرب الأوسع نطاقا على التنظيم ليس فقط في سوريا والعراق بل في ليبيا وعلى مستوى العالم أيضا.

وخيمت على اجتماعات واشنطن سلسلة من الهجمات أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها أو جاءت بإيعاز منه مثل هجوم بشاحنة في نيس بفرنسا أودى بحياة 84 شخصا الأسبوع الماضي.

وقال وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز “لسنا على أي حال بصدد هزيمة داعش. إنه اخطبوط ..ثعبان بعدة رؤوس”.

وتجهز الأمم المتحدة حول الموصل ما تقول إنها ستكون أكبر عملية إغاثة إنسانية حتى الآن هذا العام في وقت يفر فيه السكان الخائفون من الأماكن التي يتقدم الجيش العراقي باتجاهها ومن المدينة نفسها. وسيحتاج هؤلاء إلى المأوى والطعام والماء والصرف الصحي لمدة تتراوح من ثلاثة أشهر إلى 12 شهرا وفقا لحجم الدمار الذي سيلحق بالمدينة.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى إنه في أسوأ الظروف سينزح أكثر من مليون شخص من الموصل و830 ألف شخص آخرين من منطقة سكنية جنوبي المدينة لينضموا إلى 3.5 مليون عراقي نازح بالفعل.

وأبلغت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامانثا باور المانحين بأنه يتعين عليهم أن يزيدوا من مساهماتهم المالية الآن.

وقالت “الالتزامات التي قطعت اليوم يجب أو توف سريعا وبشكل كامل. ففي كل حملة إنسانية في الآونة الأخيرة شاهدنا العديد من المانحين يبالغون في الوعود ويتقاعسون في التنفيذ”.

والموصل التي استولى عليها تنظيم داعش من الجيش المتداعي آنذاك في يونيو 2014 هي ثاني أكبر مدن العراق ويعيش فيها خليط من السكان العرب والسنة والأكراد والتركمان وغيرهم.

وطالب كيري الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة بتبني عملية مصالحة سياسية بعد النصر على داعش.

وقال الوزير الأمريكي “للقضاء على داعش في العراق نهائيا يجب أن تكون حكومة بغداد قادرة على الاستجابة لاحتياجات الشعب في مختلف أنحاء البلاد.”

وأشاد كيري خلال مؤتمر صحفي برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لكنه قال “نود أن نرى بعض الإصلاحات تتم بشكل أسرع”.

وانتقد مسؤولون في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بالحكم الذاتي التحالف أمس الأربعاء لاستثناء الأكراد من مؤتمر واشنطن. ووصف مسرور برزاني رئيس وكالة حماية أمن الإقليم المؤتمر على تويتر بأنه “مهزلة”.

وبرغم عدم إعلان المسؤولين العراقيين والأمريكيين عن جدول زمني للهجوم على الموصل لكن دبلوماسيا كبيرا يقيم في بغداد قال إن العبادي يريد تقديم موعد بداية الهجوم إلى أكتوبر تشرين الأول بعد استعادة الفلوجة من تنظيم الدولة الإسلامية الشهر الماضي.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.