زيارة الملك سلمان لأمريكا: بين حلول الأزمات والنظرة الموضوعية

زيارة الملك سلمان لأمريكا: بين حلول الأزمات والنظرة الموضوعية

شارك

عرض| مجدي سمير

استعرض عدد من الكتاب والصحفيين الزيارة الأولى التي بدأها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم الخميس إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، والملفات المرتقب طرحها على طاولة اللقاء المرتقب مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

قال الدكتور والمحلل الاستراتيجي حمدان الشهري في مقاله “الملك سلمان يحمل لواشنطن مفاتيح الحلول لأزمات المنطقة” بصحيفة الرياض، إن العلاقة الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن تعود لأكثر من نصف قرن، بداية من لقاء الملك عبدالعزيز رحمه الله بروزفلت رئيس الولايات المتحدة آنذاك، على متن الطراد الأميركي في الرابع عشر من فبراير 1945م. ويعتبر هذا اللقاء بمثابة التحول الحقيقي في العلاقات بين البلدين.

وتأتي اليوم زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للولايات المتحدة الاميركية، بغرض اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال قضايا المنطقة والعمل على إيجاد حلول مشتركة؛ حلول تقوم على اخماد هذه الازمات الراهنة بالإضافة الى حفظ المنطقة وامنها واحتواء الاضرار التي تسببت فيها هذه الأزمات حتى لا يزداد خطرها.

وأضاف أن الزيارة اليوم تحمل معاها مفاتيح حلول قضايا المنطقة، وأن “وكلنا يعلم ان طهران هي الممول الأكبر لهذه الجماعات ولمليشياتها الطائفية التي تدخلت في سياسات بلدان عربية. كما هو الحال في اليمن او في لبنان او في العراق واليوم في سورية. اذاً قضية الإرهاب هذه تعد قضية أساسية ومحورية تستوجب اعلى التنسيق الاستخباري المتبوع بتبادل المعلومات على اعلى المستويات للتصدي لهذا الخطر واستفحاله. وتتطلب حلولا جذرية لقضايا المنطقة لاستئصال هذه المعضلة”.

وتابع قائلا “وهناك اتفاق أيضا فيما يخص القضية اليمنية فسياسيا تقف الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية في حماية أراضيها ونصرة القضية اليمنية، حيث صوتت الولايات المتحدة مع القرار 2216 الذي يخص الشأن اليمني والذي يدعو لاستعادة الشرعية ويدين الانقلاب. كذلك تقدم واشنطن للرياض الدعم اللوجيستي كالتزويد بالوقود جوا، الاستخباري في الحرب على الانقلابيين بالإضافة الى الذخيرة الحربية وقطع الغيار وغيرها من المعدات والتجهيزات العسكرية”.

وأكد الشهري على الورقة الإيرانية، قائلا “أحد الملفات الذي سيناقش باستفاضة هو الملف النووي الإيراني وخصوصا، ومع زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ستبحث الحلول ليتم اغلاق هذا الملف بتقديم ضمانات واضحة مستعدة واشنطن لتقديمها من حماية امنية ضد أي تطورات او خطوات غير محسوبة من قبل ايران بالإضافة الى احكام الاتفاق بطريقة تضمن التزام طهران بتطبيق بنود الاتفاق بدون تلاعب”.

نظرة موضوعية

ومن جانبه أكد الكاتب خالد بن حمد المالك بموقع صحيفة الجزيرة، على أهمية الزيارة في هذا التوقيت، لافتا إلى أهمية الملف الإيراني في مباحثات تلك الزيارة، قائلا “فإيران لا تخفي صلتها بفئة من العراقيين وسيطرتها على القرار فيه، وأنها موجودة وبقوة في العراق، مثلما هي طرف رئيس ومهم في محاربتها للشعب السوري دعماً لنظام الأسد، بل هي المحرك والمؤثر القوي في تعطيل عمل مجلس الوزراء اللبناني، ومنع إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وهي بما لا لبس فيه من خلطت الأوراق في اليمن، ومكنت الحوثيين ليقوموا بانقلابهم على الشرعية بدعمها لهم سياسياً ومالياً وإعلامياً، وتزويدها للانقلابيين اليمنيين بالسلاح، فضلاً عن مواقعها المشبوهة في أحداث البحرين والكويت”.

وأوضح أن القضية الفلسطينية ليست ببعيدة عن هذا اللقاء، قائلا “القضية الفلسطينية التي ترى فيها المملكة أنها مفتاح الاستقرار في المنطقة، إذا ما تم الاتفاق على إقامة دولة للفلسطينيين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وأن مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية الوصول إلى حل عادل، يقتضي منها أن تكون عادلة ومنصفة وعلى مسافة واحدة في مواقفها بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإنقاذ العملية السلمية من الموقف الإسرائيلي الرافض والمتعنت لقرارات الشرعية الدولية”.

وأشار الكاتب محمد أبوالقاسم بصحيفة “الوطن” أن لمملكة تدعو أوباما لكبح إيران “تأتي زيارة العاهل السعودي التي تستغرق ثلاثة أيام، قبل بضعة أيام فقط من تصويت الكونجرس على الاتفاق، وسيركز الملك سلمان على أهمية مشاركة الولايات المتحدة في مكافحة “الأذى” الإيراني. ويسعى في نفس الوقت إلى الحصول على تأكيدات أميركية لمحاربة وكلاء إيران في المنطقة، فضلا عن عناصر الصفقة النووية نفسها”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.