شارك

أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده سترسل قوات برية إلى الداخل السوري في حال اقتضت الحاجة إلى ذلك. وأن أنقرة مستعدة لاتخاذ كافة التدابير سواء في تركيا أو خارجها في إطار الدفاع عن النفس.

وذكرت وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا) أن تصريحات داود أوغلو جاءت في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية حيث أوضح أن قرارات الأمم المتحدة الخاصة بمكافحة تنظيم داعش والمنظمات الإرهابية تعطي الشرعية لمثل هذه الخطوة وأن تركيا تفضل إجماعا دوليا للقيام بهذا الأمر، لافتا أن مسألة القضاء على داعش أمر يهم العالم بأسره.

وعن مكافحة قوات بلاده لعناصر داعش أكد داود أوغلو أن تركيا تعد في مقدمة الدول التي تكافح التنظيم وأنها لا ترغب برؤية التنظيم في المناطق القريبة من حدودها وتعمل على دعم المعارضة السورية المعتدلة التي تحارب داعش، لافتا أن قوات بلاده ستستمر في استهداف مواقع التنظيم ما دام الأخير مستمر في استهداف ولاية كليس الحدودية بالقذائف.

وردا على سؤال عن الأوضاع في سوريا وشرعية النظام السوري قال داود أوغلو “تركيا ثابتة في مواقفها تجاه القضية السورية، فنحن لن نقبل بشرعية الأسد، لأنه ما زال يقتل شعبه، وأجبر 3 ملايين سوري على النزوح إلى الأراضي التركية، وبالتالي لا يمكننا التحدث عن شرعية مثل هذه الحكومة”.

وعن العلاقات التركية الروسية، أوضح داود أوغلو أن الأراضي التركية تتعرض للتهديد، وأنها لا ترغب في مواجهة أي دولة بما فيها روسيا، “إلا أن أنقرة تأخذ كافة تدابيرها عندما يكون الأمر متعلقا بأمن أراضيها”، مشيرا في هذا السياق إلى أن الذي يتعرض لتهديد داعش، هي تركيا وليست روسيا.

وأردف داود أوغلو قائلا “علاقاتنا مع روسيا كانت جيدة في الماضي، ونأمل في عودة هذه العلاقات إلى سابق عهدها في المستقبل، وإن موقفنا تجاه روسيا لم يتغير، وقلنا مراراً إنّ البلدين تربطهما روابط الجوار منذ زمن بعيد، واليوم فإن كلا البلدين محتاجان لبعضهما البعض فحادثة إسقاط المقاتلة لم تكن متعمدة لأن هوية المقاتلة كانت مجهولة أثناء عملية الإسقاط فنحن نمتلك حق حماية أراضينا ومجالنا الجوي لكن روسيا اعتبرت هذه الحادثة ضربة موجهة إليها مع العلم أن تلك الحادثة كانت متعمدة ضدنا فالطائرة انتهكت مجالنا الجوي، وآمل أن يتفهم الروس هذه الحقيقة مستقبلا”.

وفيما يخص مكافحة منظمة حزب العمال الكردستاني أشار داود أوغلو إلى استحالة الدخول في حوار مع المنظمة، وأن مسيرة السلام الداخلي، كانت مرتبطة بتخلي حزب العمال الكردستاني عن السلاح والعمليات الإرهابية، مشيرا إلى عدم إمكانية استئناف المسيرة دون إنهاء الإرهاب بشكل كامل في كافة المدن والقرى التركية.

وتابع داود أوغلو قائلا “منذ 14 عاما أجرينا حزمة إصلاحات ديمقراطية ناجحة ومنحنا الأكراد ومكونات المجتمعات الأخرى في تركيا حقوقهم الاجتماعية، ولا توجد لديهم معذرة للجوء إلى العنف، فالعنف مخالف للقوانين، وإن منظمة حزب العمال تعهدت في عام 2013، بالتخلي عن السلاح، إلا أنها خالفت وعدها، مستفيدة من الظروف الأمنية الحاصلة في سوريا.

ونفى داود أوغلو المزاعم القائلة بأن تركيا تستخدم اللاجئين السوريين كورقة ضد الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن توجيه تهم كهذا إلى أنقرة هو تصرف “غير أخلاقي”.

وقال داود أوغلو “إن تركيا تحتضن ثلاثة ملايين لاجئ، بينهم 2.7 مليون سوري”، مبينا أن بلاده لم تتلق سوى 3-4 بالمائة فقط مما أنفقته على اللاجئين.

وأضاف داود أوغلو “اللاجئون هم بشر بالنسبة لنا، وإن السوريين أخوتنا، ومهما كان موقف الأوروبيين حيالهم، فنحن سنقدم لهم المساعدة، وسنفتح قلوبنا وأبوابنا لهم، الأوروبيون يعلمون جيدا ما نفعله، لذلك نحن لا نستخدم اللاجئين كورقة ضدهم، إلا أنه فيما لو عبر اللاجئون إلى أوروبا وبدأوا يُشكلون أزمة هناك، فينبغي علينا أن نجلس مع أوروبا لحل الأزمة”.

وأكد داود أوغلو أن أبواب بلاده مفتوحة للفارين من قصف النظام، وتنظيم “داعش” والطيران الروسي، وأنه ما يزال بإمكان السوريين المجيء إلى تركيا، وليس هناك منع بهذا الخصوص.

وأكد على ضرورة الحصول على تأشيرة الدخول من السوريين القادمين من دولة ثالثة، مبيناً أنه خلافاً لذلك فإنه يصعب السيطرة على الوضع.
وفيما يتعلق بالعلاقات التركية الإيرانية، قال داود أوغلو إن إيران مثل روسيا، جارة تاريخية لتركيا، ولدينا اختلاف في وجهات النظر معها بخصوص سوريا، والكل يعلم بذلك، تركيا لا تقبل بالجرائم التي يرتكبها الأسد ضد شعبه، في حين أن إيران تدعم نظام الأسد، وإن النقطة الأساسية لاختلاف وجهة نظرنا معها تكمن في هذه المسألة”.

وأردف داود أوغلو “ورغم ذلك لم نغلق قنوات الاتصال مع إيران في أي وقت من الأوقات، سواء أعجبنا الموقف الإيراني أم لم يُعجبنا، فإننا ننتمي لنفس المنطقة، وسنواصل المشاورات مع إيران من أجل إيجاد حل سياسي محتمل”.

وذكر داود أوغلو بترويج بعض الجهات بأن تركيا مضطرة للتنسيق مع الأسد، حيث أشار بأن الأخير كان صديقه، وأنه زار سوريا أكثر من 60 مرة خلال 10 سنوات، عندما كان يتولى منصب كبير المستشارين، وحقيبة الخارجية، وأنهم وقفوا إلى جانب سوريا في 2006، عندما فرضت العزلة عليها.

ولفت داود أوغلو إلى أنهم أوصوا الأسد بعدم استخدام القوة العسكرية ضد شعبه في 2011، واحترام دور العبادة في شهر رمضان، وعدم دفع السوريين للتوجه نحو الحدود التركية، موضحاً بالقول: “إلا إنه لم يُصغِ إلينا، وكانت تلك نقطة تحول بالنسبة لنا، النظام يواصل موقفه الطائفي والظالم، وارتكاب جرائم الحرب، ولا توجد قناة للتنسيق معه، ولن تكون”.

وبين رئيس الوزراء التركي، أن الأسد يبدي أهمية لمصيره أكثر من مستقبل الشعب السوري، وأن “الدكتاتوريين دائما يلقون مصيرا سيئا”.
وأشار دواد أوغلو أن المرحلة السياسية الحالية تقدم فرصة للأسد لكي يتنحى عن الحكم لشخص يختاره الشعب السوري مكانه، مضيفا “لأن الأسد لا يمكنه مواصلة حكم سوريا بعد أن قتل 300 ألف سوري، وتشريده لثلث سكان البلاد، واستخدام الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه، ويتعين عليه إجراء نقد ذاتي صادق مع نفسه، وأن يترك الحكم قبل أن يواجه مصيراً سيئا”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.