دعوة إيران إلى فيينا .. لزيادة تورطها أم لتعقيد الحل ؟

دعوة إيران إلى فيينا .. لزيادة تورطها أم لتعقيد الحل ؟

وكالة الاعلام العربي

شارك

شكلت دعوة الولايات المتحدة التي وجهتها إلى إيران لحضور اجتماع فيينا الرباعي، الذي يشارك فيه وزراء خارجية أمريكا وروسيا والسعودية وتركيا، بشأن الحل السياسي في سوريا، صدمة للمراقبين، وسط التباين في تقييم الوضع الميداني ونتيجة التدخل الروسي الذي يقترب من إتمام شهره الأول دون تحقيق نصر لافت.

ومنذ توقيع الاتفاق النووي التاريخي بين إيران والمجموعة الدولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، تتسارع الخُطا الدولية نحو فك عزلة طهران وإتاحة المجال أمامها لتقوم بدور أكبر في الملفات الإقليمية، ولا سيما في الملف السوري الذي يعتقد أن له الفضل في إنجاز الاتفاق النووي، عبر إقناع الأسد بتسليم سلاحه الكيماوي مقابل تراجع الإدارة الأمريكية عن قرارها بتوجيه ضربات عسكرية لقوات الأسد.

السعودية، التي تعد طرفاً رئيسياً في محادثات فيينا، اعترضت في السابق على أي مشاركة إيرانية في محادثات حول الشأن السوري، فهي تدعو لرحيل رأسه، وترى في ايران الداعم الأول له بالمال والعتاد، وحتى المشاركة الميدانية. لكن دعوة إيران، إلى جانب مصر والأردن ولبنان والعراق، هذه المرة لم تواجه اعتراضاً سعودياً في العلن، ما يشي بأن لهذه المشاركة أهمية حاسمة على مسار المحادثات، مع صعوبة التنبؤ بنتائجها.

استمرار الخسارة

و يرى مراقبون معارضون أن دعوة ايران إلى فيينا جاءت “لتعقيد أي حل سياسي ليس لمصلحة الأسد”، معتبراً أن أمريكا- التي تولت مهمة توجيه الدعوات- “غير معنية ببشار، بل تريد تواجد إيران في سياق استمرار الخسارة الروسية الإيرانية، ولإعطاء هذه الخسارة شرعية من خلال اتفاق دولي إذا تمت الموافقة على أي سيناريو أمريكي”.

وأكد المراقبون أن “روسيا وايران تريدان تأهيل وضعهما قبل انتخابات أمريكا العام القادم.. مشاكل إيران متفاقمة داخلياً وإقيلمياً، ومن جهة أخرى ثمة خوف إيراني من صفقة بين أمريكا وروسيا تخرجها من سوريا بلا ثمن”، موضحين بأن إيران تخشى “قلب الطاولة عليها في سوريا واليمن والعراق، فأمريكا لن تنسى لإيران موقفها بالعراق”، وأردف بالقول: “قلب الطاولة قد يحدث باتفاق ثنائي روسي غربي بأموال خليجية، ويبقى لروسيا حصة تاجر سلاح وقاعدة في سوريا، وتخرج إيران من سوريا بلا ثمن رغم كل ما قدمته لبشار”.

لا اختراق نوعي

وحول إمكانية أن يتحول المقترح الروسي، الذي سرب في وقت سابق، إلى حل سياسي متوافق عليه، يقول المراقبون : إن روسيا “ليس لديها مبادرة، وإن كان لديها حرص على حل ما يضمن ماء وجه بوتين قبل الانتخابات الأمريكية. لا أتوقع حدوث أي اختراق نوعي.. خاصة أن الأوروبيين والخليجيين غير مرتاحين لاستبعادهم.

وخلصوا الى القول : “بالمؤدى الأخير، أوباما لا يريد حلاً، وهذا سبب إضافي ليدعو إيران إلى اجتماع فيينا”.

من جهتها، رأت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن دعوة الولايات المتحدة لإيران للمشاركة في محادثات بشأن سوريا تمثّل “تغيراً في سياسة أمريكا وحلفائها”.

تغير كبير

وقالت الصحيفة، في تقرير لها اليوم الأربعاء، إن دعوة إيران لتصبح وللمرة الأولى منذ بدء الصراع في سوريا أحد الأطراف التي تقرّر مصير البلاد، يمثّل “تغيراً كبيراً وملحوظاً في سياسات الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط”.

ورأى التقرير أن دعوة طهران للمشاركة في محادثات متعددة الأطراف لبحث الأزمة السورية، هي “العلامة الثانية الدّالة على أن الأحداث بدأت تتخذ منحى لمصلحة نظام بشار الأسد، بعد العلامة الأولى وهي التدخل العسكري الروسي في سوريا”.

وقالت الصحيفة: “إن إيران كحليف استراتيجي للأسد اتخذت قراراً استراتيجياً وثابتاً منذ بداية الصراع في مساندة الأسد ونظامه، وهي- على خلاف روسيا- لم تقرّ أبداً إمكانية التوصل لحل سياسي للصراع بدون الأسد كشريك أساسي”.

وأضافت أن إيران أمدّت نظام الأسد بالمقاتلين من الحرس الثوري، ومستشارين عسكريين، وأمدّته بمليارات الدولارات نقداً في صورة قروض، كما أمدّته بمقاتلين من البلدان التى تشكل امتدادها الشيعي في دول الجوار، مثل العراق وأفغانستان وباكستان، كما دفعت بحليفها الآخر في لبنان إلى أتون المعارك.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.