شارك

ربما يكون الحديث عن القواسم المشتركة التي تجمع بين إيران وتنظيمي القاعدة و”داعش”، أمرا غير منطقي للوهلة الأولى، فالتنظيمان الإرهابيان ينتميان إلى المذهب السني، بينما الدولة الفارسية “شيعية ثيوقراطية”، إلا أن الواقع ربما يحمل أمورا مختلفة في هذا الإطار، بحسب “فورين بوليسي”.

المجلة الأمريكية ذكرت أنه رغم إيران وتنظيمي القاعدة وداعش كل منهم ينظر إلى الآخر على أنه خارج عن الدين، فإن هناك العديد من المؤشرات التي تثبت وجود قواسم مشتركة بينهما متمثلة في القيم والأهداف المشتركة.

تنظيم داعش الإرهابي لن يختلف عن إيران حال تمكن من الفوز والنجاح في تحقيق هدفه المتمثل في تأسيس دولته المزعومة، هكذا تقول المجلة، موضحة أن هناك تشابهًا كبيرًا في السلوك بين كلا الجانبين، فكلاهما نفذ أنشطة إرهابية مروعة وانتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان في الداخل والخارج باسم التشدد الإسلامي.

وأشارت المجلة إلى أن موقع ويكيليكس نشر وثائق سرية أمريكية تثبت أن هناك علاقات تجمع بين طهران وتنظيم القاعدة في العراق، قبل ظهور داعش، كما أنها تثبت أن هناك دليلا على تدريب إيران لمسلحين من القاعدة في العراق على استخدام أحزمة ناسفة مزودة بكاميرات.

التعاون بين إيران والقاعدة ربما تجاوز حدود منطقة الشرق الأوسط، هكذا تقول “فورين بوليسي” ذاكرة أن محكمة في ولاية نيويورك طالبت في مارس 2016 إيران بدفع تعويضات لضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر نظير الدور الإيراني في مساعدة خاطفي الطائرات التي استخدمت في الهجمات.

وأوضحت المجلة أن جذور هذه الروابط أو العلاقات المفترضة بين إيران وتنظيم القاعدة تعود إلى 1979، موضحة أن النهج العنيف للتنظيمات الإسلامية السنية لم تكن متواجدة قبل هذا التاريخ، والذي شهد نشوب الثورة الإسلامية في طهران وإسقاط نظام الشاة، ليتزامن معه استيلاء متطرفين سنة على الحرم المكي الشريف في نفس العام، لتتحول الحركات الإسلامية العنيفة إلى ظاهرة عالمية جديدة، لكنها لاقت رواجا كبيرا وأرضية خصبة في فترة ما بعد حرب الخليج.

وأضافت المجلة، في تقرير لها، أمس الأحد، أن محاولات إيران في الآونة الأخيرة لنشر ثورتها في سوريا والعراق تسببت في الصعود الكبير لـ”داعش” ليكون بمثابة خليفة للقاعدة، حيث استخدمت طهران التنظيم بشكل غير مباشر لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والسيطرة على العراق من خلال دعم القتل الطائفي الذي تنفذه مليشيات طائفية في مناطق مثل الفلوجة، بحجة حماية المراقد الشيعية والسكان الشيعة من خطر التنظيمات السنية المتطرفة.

واختتمت قائلة إنه رغم أن “القاعدة وداعش” يعتبران عدوين لدودين لإيران لكن تربط بينهم قواسم ورؤى مشتركة، مشيرة إلى أن الطرفين يعتمدان على بعضهما البعض أحيانا ويكونان متخاصمين في أحيان أخرى، كما أنهما كذلك يتشاركان بصورة كبيرة في العداء للولايات المتحدة، واصفة مباركة الرئيس باراك أوباما لاستخدام الميليشيات الشيعية لتحرير المدن الشيعية من قبضة داعش “خطأ كبير سوف تدفع المنطقة بأسرها ثمنه”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.