الأفغان الشيعة يتصدورن مشهد الصراع السوري

الأفغان الشيعة يتصدورن مشهد الصراع السوري

شارك

رغم أن أفغانستان لا تلعب دورًا كبيرًا في الصراع الذي تشهده سوريا منذ أكثر من خمس سنوات، إلا أن الشيعة الأفغان متواجدين بقوة في المشهد السوري، وتساهم فيه إيران بصورة كبيرة، بحسب “الجارديان”.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن قطاعا كبيرا من الشيعة في أفغانستان غارقون في التطرف الديني، بسبب حالة الفقر المدقع الذي يعيشون فيه، بالإضافة إلى التهميش من قبل السلطات الأفغانية، وبالتالي يجدون في السفر إلى سوريا ملاذا يحقق لهم القبول الاجتماعي والشعور بالمعنى الذي يفتقدونه في بلدانهم، بجانب الحصول على المال.

الحكومة الفارسية كانت حريصة على تجنيد اللاجئين الأفغان على أراضيها في بداية الأمر، إلا أن الأمر تغير بصورة كبيرة مؤخرا، هكذا تقول الصحيفة في تقرير لها الاربعاء، إذ امتدت أنشطة طهران لتجنيد الشيعة الأفغان إلى داخل الأراضي الأفغانية، رغم نفي مسؤولون إيرانيون أي دور لبلادهم في هذا الصدد.

وأضافت “الجارديان” أن السفارة الإيرانية في كابول تعاقدت مع وكيل سفريات أفغاني، يقوم بتوصيل الأفغان الراغبين في القتال في سوريا مع السفارة للحصول على تأشيرات دخول لطهران، ويحصل على عمولة مقابل كل مواطن يتم تجديده للقتال في سوريا لمناصرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولهم إن الأفغان الذين يقاتلون في سوريا يحصلون على رواتب، تصل إلى 500 دولار شهريا، وتصريحات إقامة في طهران، موضحة أن المال يبقى الدافع الرئيسي للمقاتلين الأفغان للذهاب إلى سوريا، بينما يذهب البعض الأخر من أجل الدفاع عن المراقد الشيعية.

وأوضحت الصحيفة أن سوريا تحتوي على العديد من المراقد الشيعية التي تستخدمها طهران للدعاية الطائفية، أهمها مرقد السيدة زينب المتواجد في العاصمة دمشق، إذ أن إيران تدعو الشيعة للمشاركة في الحرب السورية لحمايته من هجمات الميليشيات السنية المتشددة، وعلى رأسها تنظيم “داعش”.

وأضافت أن الحكومة الإيرانية مررت قانون يسمح بمنح الجنسية لعائلات المقاتلين الأفغان الذين يشاركون في الحرب السورية، لتشجيعهم للقيام بمهمات خطيرة، واستقطاب أكبر عدد من المواطنين الأفغان للمشاركة في الميليشيات الشيعية الداعمة لنظام الأسد.

إلا أن دور الميليشيا الشيعية الأفغانية الموالية لطهران لا يقتصر على الصراع في سوريا ومحاصرة الأسد، لكنها تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، هكذا قالت الصحيفة، موضحة أن إيران لديها أهداف أخرى بعيدة المدى، أهمها تشكيل نواة عسكرية موالية لها في أفغانستان يمكن استخدامها في المستقبل للقتال ضد طالبان.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.