شارك

لم تكن أزمة البحارة الأمريكيين الذين احتجزتهم الدولة الفارسية أمس الثلاثاء هي الأولى من نوعها منذ الوصول إلى الاتفاق النووي، والذي عقدته الحكومة الإيرانية مع القوى الدولية الكبرى في يوليو الماضي، بحسب ما ذكر موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، حيث قام النظام الإيراني بالعديد من الأعمال العدائية تجاه الولايات المتحدة منذ ذلك الحين.

وأوضح الموقع الإخباري أن النظام الإيراني اعتقل عددا من المواطنين الأمريكيين خلال الأشهر الماضية، من بينهم رجل الأعمال الأمريكي ذو الأصول الإيرانية سياماك نامازي، وكذلك الصحفي الأمريكي جاسون رازيان، والذي حكم عليه مؤخرا بالسجن على أثر اتهامه بالتجسس. ولم تقتصر الأعمال الاستفزازية الإيرانية عند هذا الحد ولكنها امتدت إلى قيام البحرية الإيرانية بإطلاق صواريخ على مقربة من سفن أمريكية في ديسمبر الماضي.

مبدأ الفصل

إلا أنه بالرغم من ذلك، يبدو أن تلك الأعمال العدائية التي يرتكبها النظام الإيراني تجاه الولايات المتحدة لن يكون لها تأثير كبير على مستقبل الصفقة النووية بين إيران والغرب، والتي من المقرر أن تدخل إلى حيز التنفيذ في وقت لاحق من هذا الشهر، بحسب الموقع الأمريكي.

وأوضح “بيزنس إنسايدر”، في تقرير له منشور اليوم الأربعاء، أن الاتفاق النووي الإيراني، شأنه في ذلك شأن كافة الاتفاقات النووية الأخرى، يستند في الأساس على مبدأ الفصل بين مسألة الانتشار النووي من جانب وجميع القضايا الأخرى من جانب أخر.

الأولوية للنووي

وأضاف الموقع الإخباري البارز أن الاتفاق النووي الذي عقدته القوى الدولية الكبرى، بقيادة الولايات المتحدة، مع الدولة الفارسية لم يتناول بأي حال من الأحوال السلوك الإيراني في منطقة الشرق الأوسط أو حتى المخاوف الدولية من التحركات الإيرانية على المستويين الدول أو الإقليمي

الهدف الرئيسي من استبعاد كافة القضايا الخلافية الأخرى، بحسب الموقع، يتمثل في أن المسألة النووية تمثل الأولوية القصوى لدى القوى الدولية الكبرى، حيث أنها تستحق المتابعة على مسار منفصل من أجل تجاوز المخاوف الكبيرة المرتبطة بالملف النووي الإيراني بعيدا عن أية تعقيدات تفاوضية.

ليس وليد اللحظة

واستطردت “بيزنس إنسايدر” أن هذه الفلسفة التي تتبناها الولايات المتحدة ليست وليدة اليوم، ولكنها كانت بمثابة النهج الذي مارسته الولايات المتحدة عدة مرات منذ إنتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي، في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، حيث حققت العديد من النجاحات في إطار الجهود الأمريكية للحد من الانتشار النووي.

وأوضح الموقع الإخباري الأمريكي أن مبدأ الفصل بين القضية النووية ومختلف القضايا الأخرى سبق للولايات المتحدة أن تبنته مع العديد من الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي في حقبة التسعينات، ومن أبرزها أوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان وروسيا، حيث لم يكن مشروطا أن تتعاون تلك الدول مع الولايات المتحدة في ملفات أخرى سوف المسألة النووية، تحت ما يسمى ببرنامج “نان لوجار” للحد من التهديدات النووية.

صورة طبق الأصل

وأشارت الصحيفة أن الموقف الأمريكي من طهران لا يختلف كثيرا عن الموقف من روسيا، موضحة أن معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية، والتي تم توقيعها بين واشنطن وموسكو، والتي دخلت حيز النفاذ مع بداية عام 2011، والتي تتناول قضية انتشار الأسلحة بعيدا عن السياسات العدوانية الأخرى التي تتبناها موسكو تجاه أوكرانيا في الآونة الأخيرة.

وأوضح الموقع أن الاتفاقية النووية مع إيران هي بمثابة صورة طبق الأصل من الاتفاق الذي عقدته الولايات المتحدة مع روسيا، ويعكس بصورة كبيرة اقتناع الولايات المتحدة وحلفائها بأن الملف النووي والقضايا المرتبطة به يمثل أولوية سياسية كبيرة وبالتالي ينبغي أن يتم التعامل معه باعتباره ملفا منفصلا عن كافة القضايا الأخرى.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.