شارك

التقى مسؤولون أميركيون وروس مساء أمس الجمعة، في جنيف للبحث في امكانات وقف إطلاق النار في سوريا الذي كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع في حين انعقد مجلس الأمن بناء على طلب روسي للبحث في احتمالات التدخل التركي البري في سوريا.

ومع اقتراب النزاع في سوريا من دخول عامه السادس تبدو فرص السلام أضعف من أي وقت مضى حسبما أقر موفد الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا.

وانعقد مجلس الأمن في جلسة مغلقة لإجراء مشاورات حول النزاع في سوريا بناء على طلب روسيا التي دعت لعقد الجلسة الطارئة معبرة عن القلق من “طرح تركيا احتمال قيامها بعملية عسكرية برية في سوريا”.

وتعليقا على محادثات جرت بين مسؤولين أميركيين وروس في جنيف للبحث في وقف إطلاق النار في سوريا قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مساء الجمعة إنه “لا يزال يتعين القيام بالكثير” للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا.

وقال كيري من لندن “إن العمل على إجراءات وقف إطلاق النار في وضع مماثل لذلك الموجود في سوريا عملية معقدة جدا وتفاصيلها كثيرة. لذلك فإن فرقنا منكبة على العمل”.

وأضاف أن “المحادثات كانت جدية وحتى الآن بناءة إلا أن مشاكل عدة صعبة لا تزال بحاجة للحل”.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، أعلنت في وقت سابق أن “روسيا والولايات المتحدة تجريان مشاورات على مستوى الخبراء حول قضايا سترفع إلى مجموعة الدعم الدولية للموافقة عليها”.

ونقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قوله إن “المشاورات المكثفة” بين الروس والأميركيين في جنيف بدأت الخميس. ويبحث الدبلوماسيون والمسؤولون العسكريون وخبراء البلدين في “وقف إطلاق النار” و”محاربة عدونا المشترك أي الإرهابيين في جبهة النصرة وتنظيم داعش”.

ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة أن “هناك خطر نشوب حرب” بين تركيا وروسيا في حال تدخل أنقرة في سوريا.

وقال هولاند إن “تركيا طرف في سوريا (…) وهنا ثمة خطر نشوب حرب (مع روسيا) ولهذا السبب يجتمع الآن مجلس الأمن الدولي”.

وأكد هولاند أن “روسيا لن تنجح بدعم بشار الأسد من جانب واحد” داعيا إلى ممارسة “ضغوط” على موسكو لفتح مفاوضات حول سوريا.

أردوغان يتهم الأكراد

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة أن “لا شك” لديه حول مسؤولية حزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب الكردي عن تفجير أنقرة الأربعاء واصفا هاتين المجموعتين بـ”الإرهابيتين”.

إلا أن مجموعة “صقور حرية كردستان” القريبة من حزب العمال الكردستاني أعلنت الجمعة تبنيها تفجير أنقرة.

وأفاد بيان نشرته المجموعة على موقعها “مساء 17 فبراير نفذ مقاتل هجوما انتحاريا عند الساعة 18,30 في شوارع أنقرة ضد قافلة لجنود الجمهورية التركية الفاشية”. وكانت المجموعة أعلنت مسؤوليتها في ديسمبر عن هجوم بقذائف الهاون ضد مطار في إسطنبول.

وتابع البيان “تم تنفيذ هذا العمل ثأرا للضعفاء الذين قتلوا في أحد اقبية جيزري وجرحانا المدنيين”، في إشارة الى مدينة في جنوب شرق البلاد ذي الغالبية الكردية حيث تشن الشرطة والجيش عملية ضد أنصار حزب العمال الكردستاني منذ أكثر من شهرين.

ويتضمن البيان صورة شاب مواليد عام 1989 في مدينة فان باسم زينار رابرين، على أنه مرتكب الهجوم في أنقرة.

في حين أن رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو كان أعلن الخميس أن الانتحاري منفذ اعتداء انقرة هو السوري صالح نصار (23 عاما) المقرب من وحدات حماية الشعب.

الميدان مشتعل

على الأرض وسعت تركيا دائرة قصفها إلى مناطق عدة في محافظة حلب في شمال سوريا مستهدفة مواقع القوات الكردية السورية التي تتهمها بأنها تقف وراء اعتداء أنقرة الأربعاء الماضي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان “إنه القصف الأعنف” منذ بدء القصف التركي في الثالث عشر من فبراير.

ووسعت تركيا هذه المرة دائرة استهدافها، بحسب المرصد، إذ لم يقتصر القصف على مناطق سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية حديثا على مقربة من الحدود التركية، بل تعداها إلى مناطق في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي التي يسميها الأكراد مقاطعة عفرين.

كما أعلن المرصد من جهة ثانية أن القوات الكردية سيطرت الجمعة بدعم من ضربات التحالف الدولي على مدينة الشدادي الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في شمال شرق سوريا.

وأفاد أن قوات سوريا الديموقراطية سيطرت على مدينة الشدادي معقل تنظيم داعش في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة، بعد هجوم عنيف بدأته فجر الاربعاء.

وخلال تقدمها، تمكنت القوات الكردية من قطع اثنين من طرق الإمداد الرئيسية للتنظيم المتطرف تربط أحداها الشدادي بالموصل في العراق والأخرى بالرقة، المعقل الرئيسي للجماعة الجهادية في سوريا.

وتمكنت القوات الكردية في وقت سابق من يوم الجمعة من السيطرة أيضا على حقل كبيبة النفطي شمال شرق الشدادي إثر اشتباكات وغارات جوية لطائرات التحالف الدولي.

واستهدفت الطائرات الروسية الجمعة مواقع الفصائل الإسلامية والمقاتلة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وفي محافظة درعا جنوبا.

الأطلسي لا يريد التورط

وحذر حلف شمال الأطلسي تركيا أمس بعدم الاعتماد عليه للحصول على دعم في حال حصلت مواجهة بينها وبين روسيا على خلفية النزاع السوري.

وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان ايزربورن، متحدثا باسم الاطلسي، “الحلف لن يسمح بانجراره إلى تصعيد عسكري مع روسيا بسبب التوترات الأخيرة”.

وقال موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، في مقابلة مع صحيفة “سفينسكا داغبلاديت” نشر ت الجمعة “لا يمكنني واقعيا الدعوة إلى محادثات جديدة في جنيف في 25 فبراير، لكننا ننوي القيام بذلك قريبا”.

وأضاف “أننا بحاجة إلى عشرة أيام حتى نستعد ونرسل الدعوات، والمحادثات (…) يمكن أن تكلل بالنجاح إذا استمرت المساعدات الإنسانية وإذا توصلنا إلى وقف إطلاق نار”.

وكان دي ميستورا حاول خلال جولة أولى من المفاوضات في يناير الاقلاع بالمحادثات الهادفة إلى الوصول لتسوية سلمية، من دون إحراز أي نتيجة.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.