أمجد المنيف: عادل الجبير

أمجد المنيف: عادل الجبير

شارك

الذين اعتادوا على تولي المهمات الصعبة، أي مهمة، يدركون جيدا أن أصعب ما قد يواجهونه في البداية هو المقارنة، حيث يقوم الجميع، سواء من إدارات أو مجتمع أو مراقبين أو غيرهم، بمحاولة خلق الفروق، بين الوضع السابق والحالي، خاصة إذا ما كان من سبقهم لهذه المهمة مختلفين، بكل تعريفات الاختلاف.

لم يكن سهلا أبدا على عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، أن يكون خلفا للأمير الراحل سعود الفيصل، الوزير السابق وعراب الدبلوماسية.. فبالإضافة لأدوار الفيصل القيادية والاستثنائية في الدبلوماسية السعودية، لما يقارب الخمسة عقود، إلا أنه صاحب كاريزما محبوبة لدى المجتمع، على الرغم من أنه ليس وزيرا لوزارة خدمية، يتعاملون معه بمباشرة، ويشعرون بصدقه واهتمامه، لذلك كان التحدي للجبير مضاعفا، عن أي آخر يتسلم مهمة جديدة.

قدر الجبير جاء به في وقت حرج، حرج جدا، سواء في المنطقة أو العالم، وبمصاحبة الكثير من الملفات المعقدة، والأهم أنه بعد الفيصل، لكنه ظهر لنا بشكل مغاير، وقاد الوزارة والدبلوماسية السعودية بشكل حيوي ومتسارع، ونجح في ترميم الكثير من الجسور، وتعبيد العديد منها، وخلق خطا جديدا للخارجية السعودية، بعضها يعتمد على العمل الدبلوماسي الصرف، وبعضها يعتمد على الحضور الإعلامي، وأقصد به هنا شخص الوزير ذاته، لأن السفراء – وللأسف- لم يقوموا بنصف ما يقوم به في الإعلام.

الزاوية الأكثر أهمية، والتي تأتي مع الحديث عن الأهمية الإعلامية والاتصالية في الدبلوماسية، أن الجبير يتعامل مع الصحافة بذكاء، وخاصة الغربية، ويجيبهم بثقافتهم، متخذا من أرضية الإقناع أساسا للإجابة، والحقائق طريقا للإقناع، لذلك كان ذكيا في الإجابة – وبطريقة غير تقليدية – في الإجابة عن أسئلة الصحفيين الغربيين عن الأسئلة الشائكة، والتي غالبا ما تكون محور الحديث عندما تكون السعودية أحد طرفي المعادلة، ك”داعش” وقيادة المرأة وحقوق الإنسان.. وغيرها.

عادل الجبير، والذي يسكن العمل الدبلوماسي منذ ثلاثة العقود تقريبا، وصديق الصحافة منذ ظهوره الإعلامي الأول أمام وسائل الإعلام، بصفته متحدثا رسميا لسفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن، عام 1990؛ يدرك أن التحديات القادمة ليست عادية، وأن العمل الدبلوماسي لم يعد كما كان سابقا، وإنما الحضور الإعلامي بات عملا دبلوماسيا في نفس الوقت.. ليت السفراء يدركون ذلك أيضا!

نقلًا عن “الرياض”

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.