كتب/هشام السروجي
رجحت عدة مراكز بحثية مهتمه بالشأن العربي، أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن تحرير صنعاء بات قريباً جداً، خاصة وأن مجهودات التحالف العربي والمقاومة الشعبية، يسعيان ألى تحقيق هذا الانتصار، فى الوقت الذي تتراجع فيه جماعة الحوثي من المحافظات اليمنية، وسط توقعات تحليلة عن تحضير لخطوة واسعه تجاه إنهاء التواجد الحوثي في العاصمة.
رفض التدخل الأجنبي
وجاءت تصريحات وزير خارجية اليمن رياض ياسين، لتزيد الرؤية وضوحاً بعد تأكيده، علي أنه لن يسمح بأن يكون هناك حزب الله في صنعاء، وعلى إيران أن تكف عن تدخلها في الشأن العربي إذا كانت تريد تحسين العلاقات مع الدول العربية، وأكد عبر حديث للشرق الأوسط: إن مهمة قوات التحالف هي تحرير اليمن من التنظيمات والميليشيات التي تحمل السلاح، وهي المهمة نفسها التي يقوم بها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وأنه لا تفاوض مع مجموعات تنفذ ما تريد بقوة السلاح وتفرض الأمر الواقع، وإلا فتح الباب لفوضى تنهي نظم الدول الشرعية، واللافت أن الحكومة اليمنية تؤمن أنه في اليمن قضايا أهم من صالح والحوثي، فتحرير اليمن بات وشيكاً، وصنعاء محصنة بأبنائها الذين قاموا بدور كبير مع قوات الشرعية والتحالف في تحرير المدن، كل ذلك يؤكد أن الشرعية في اليمن تؤمن أن عملية تحرير اليمن كاملاً أصبحت مسألة وقت لا أكثر، وأن الفصل المظلم من تاريخ اليمن شارف على الانتهاء.
قرار شعبي
وفى تقرير تحليلي لمركز مزماة للبحوث والدراسات في عملية تحرير اليمن أنها كسرت المشروع الإيراني المحضر مسبقاً لليمن، لأن يد إيران ممثلة بجماعة الحوثي ضربت ويتم قطعها في محافظات اليمن تدريجياً، فمن غير المقبول وجود جماعات تخضع لإيران وتعمل وفقاً لخطط بلد يحمل العداء للعرب، وكما قال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إن شعب اليمن لن يقبل بنقل التجربة الإيرانية إلى اليمن، فالشعب اليمني صبر خمسين عاماً على تجارب الحكومات الفاشلة، والحوثي يريد أن يأتي بتجربة إيران الفاشلة، وهذه التجربة الإيرانية ليس لها مكان في مستقبل اليمن ولا في حاضره، فاليمن الواحد المتحد لن يكون قابلاً للتقسيم ولا لتنفيذ أجندات خارجية، وهذا ما أثبتته الإرادة الشعبية التي رفضت أية مدخلات غريبة على اليمن، كما أن موقف الشعب كان واضحاً في محافظات اليمن التي لبت نداء الشرعية وهبت إلى العمل على إسقاط المشروع الحوثي الإيراني، فالمقاومة الشعبية استطاعت أن تجمع صفوفها وتقوم بعملية التحرير، كما أنها أصبحت قوة لا يستهان بها، وهي قادرة على أن تكون نواة جيش وطني يستطيع أن يضمن الاستقرار في المستقبل، فاليمن اليوم أقرب إلى التخلص من جماعة الحوثي، خاصة أن الإجماع الشعبي حاضر بقوة، حتى أن هناك حديث عن أن العاصمة صنعاء يمكن تحريرها من الداخل من خلال رفض الشعب اليمني للتواجد الحوثي ونبذه خارج الحدود إلى الأماكن التي يدعي أنه له فيها تأييد شعبي، مثل صعدة والتي يمكن أن تلفظه مستقبلاً نظراً إلى فشله الذريع.
ضرورة التحالف العربي
ويري “مزماة” ان الواقع اليمني كشف عن ضرورة وجود قوة عربية عسكرية موحدة، على غرار القوة العربية الممثلة بالتحالف العربي الداعم للشرعية، والتي استطاعت منذ عاصفة الحزم وحتى الآن أن يحقق الكثير لليمن، فقد كانت العاصفة الضربة الأولى للتنظيم الحوثي من خلال إضعافه وتمزيق صفوفه، ثم جاءت حملة إعادة الأمل التي رسمت مستقبل اليمن من خلال العمل على تحرير اليمن وإعادة الأمل لشعب هذا البلد، فقد قام التحالف العربي من خلال ضربات جوية مركزة، ثم تدريب الجيش اليمني والمقاومة، وعملية تسليح نوعية بغية خلق قوة يمنية وطنية قادرة على وقف تقدم ميليشيات الحوثي، ثم تحولت العملية إلى طرد الحوثيين من محافظات اليمن، حيث بدأت من عدن التي تم تطهيرها من الميليشيات الحوثية ثم تم الانطلاق إلى باقي مدن اليمن، والآن يتم الحديث عن تحرير ما بقي من محافظات يمنية، كما أن الدور الإماراتي كان بارزاً من خلال المشاركة العسكرية النوعية التي أسهمت في تغيير مسار العمليات، إذ قدمت الإمارات كوكبة من رجالها شهداءً من أجل مساعدة الأشقاء في حفظ بلدهم، كما كان للمساعدات الإنسانية الإماراتية الدور الأكبر في إنقاذ الشعب اليمني وتأمين الدواء والغذاء، وضخ المساعدات هذا لا يزال مستمراً أسوة بالجهود العسكرية التي تقدمها الإمارات التي وضعت نصب عينيها تحرير اليمن بالتعاون مع الحلف العربي