شارك

ألحق الجيش السوري بدعم روسي الأحد هزيمة ساحقة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عبر استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية ووعد بطرده من معاقله الرئيسية في سوريا.

وهذا الانتصار هو الأكبر للنظام على الجهاديين منذ بدء تدخل روسيا الحليفة الكبيرة للرئيس بشار الأسد في الحرب الدائرة في سوريا في سبتمبر 2015.

وبعد استعادة المدينة الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام، لم يبق أمام الجيش إلا طرد عناصر التنظيم من بلدة العليانية على بعد 60 كلم جنوبا لاستعادة البادية السورية بالكامل والتقدم نحو الحدود العراقية الخاضعة بالجزء الأكبر منها للتنظيم.

وأشاد الرئيس بشار الأسد باستعادة السيطرة على المدينة معتبرا ذلك “انجازا مهما”.

وقال الأسد خلال استقباله وفدا برلمانيا فرنسيا في دمشق إن استعادة تدمر تعد “انجازا مهماً ودليلاً جديداً على نجاح الاستراتيجية التي ينتهجها الجيش السوري وحلفاؤه في الحرب على الإرهاب”.

واعتبر أيضا أن ذلك يظهر “عدم جدية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم أكثر من ستين دولة في محاربة الإرهاب بالنظر إلى ضآلة ما حققه هذا التحالف منذ إنشائه قبل نحو عام ونصف عام”.

يذكر أن النائب الفرنسي تييري مارياني أعلن الجمعة أنه سيزور سوريا مع أربعة نواب آخرين من المعارضة بمناسبة عيد الفصح تعبيرا عن “التضامن مع مسيحيي الشرق”.

وكان مصدر عسكري من تدمر قال بعد معارك عنيفة طيلة أمس “يسيطر الجيش السوري والقوات الرديفة على كامل مدينة تدمر بما في ذلك المدينة الأثرية والسكنية”. وأضاف أن الجهاديين “انسحبوا من المدينة”.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن “معارك تدمر التي استمرت نحو ثلاثة أسابيع أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 400 من تنظيم داعش”، مؤكدا “أنها أكبر حصيلة يتكبدها في معركة واحدة منذ ظهوره” في أوج النزاع السوري في 2013.

وأضاف أن “ما لا يقل عن 180 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين قتلوا” في هذه المعارك أيضا.

ونقل التلفزيون الرسمي صور الدمار داخل متحف تدمر الذي شهد معركة عنيفة، حيث بدت رؤوس تماثيل منقلبة على الأرض التي غطاها الركام تحت فجوة كبرى في السقف.

وأفاد مصدر عسكري سوري أن “وحدات الهندسة في الجيش تعمل على تفكيك عشرات الألغام والعبوات الناسفة داخل المدينة الأثرية” التي تحتوي على كنوز دمر التنظيم المتطرف بعضها.

وأعلنت موسكو من جهتها أن المقاتلات الروسية قامت بأربعين طلعة في منطقة تدمر في الساعات الـ24 الأخيرة ووجهت ضربات إلى 117 هدفا “إرهابيا”.

وقد بدأت القوات السورية مدعومة بالطيران الروسي وقوات خاصة روسية ومقاتلي حزب الله الشيعي اللبناني، في السابع من مارس هجومها لاستعادة تدمر من تنظيم داعش.

وكان التنظيم المتشدد سيطر منذ مايو 2015 على المدينة المعروفة بآثارها ومعالمها التاريخية وادرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) على لائحتها للتراث العالمي.

وأعلنت القيادة العامة للجيش في بيان نقله التلفزيون الرسمي أن “السيطرة على مدينة تدمر تشكل قاعدة ارتكاز لتوسيع العمليات العسكرية التي تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة ضد تنظيم الإرهابي على محاور واتجاهات عدة أبرزها دير الزور والرقة”.

وأضافت أن الهدف هو “تضييق الخناق على إرهابيي التنظيم وقطع خطوط إمدادهم في المناطق التي يسيطرون عليها وصولا إلى استعادتها بالكامل وإنهاء الوجود الإرهابي فيها”.

وفي وقت سابق الأحد أفاد مصدر عسكري أن مقاتلي تنظيم داعش “انسحبوا باتجاه السخنة والبعض باتجاه الرقة ودير الزور” معاقلهم في شمال وشرق سوريا.

كما أكد عبد الرحمن أن “عناصر التنظيم انسحبوا بأوامر من قيادتهم في الرقة” مع بقاء “عدد من عناصر تنظيم داعش الذين رفضوا الخروج من المدينة”.

وارتكب التنظيم الجهادي فظائع في المنطقة التي سيطر عليها ودمر آثارا مهمة في المدينة بينها معبدا با وبعل شمين بتفجيرهما. وفي سبتمبر الماضي دمر أضرحة برجية في المدينة قبل أن يهدم قوس النصر الذي يشكل رمز هذه المدينة التي يبلغ عمرها أكثر من ألفي عام.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.