شارك

يستعد التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة، لاستعادة معاقل الجهاديين في الموصل العراقية والرقة السورية.

وقال ممثل الولايات المتحدة في التحالف بريت ماكغورك، أمام نحو أربعين من وزراء الخارجية والدفاع المجتمعين بدعوة من وزيري الخارجية والدفاع الاميركيين جون كيري واشتون كارتر إن “تحرير الموصل أصبح في الأفق”.

وأضاف أن حملة الموصل التي يسكنها مليونا نسمة وأعلنها التنظيم الجهادي صيف عام 2014 عاصمة “الخلافة”، ستكون “الأكثر تعقيدا” في علميات التحرير التي خاضتها القوات العراقية حتى الآن.

ووفقا لمسؤول أوروبي يشارك في المحادثات في واشنطن، فإن استعادة الفلوجة مؤخرا وقاعدة القيارة الجوية، وهي راس جسر اساسي للهجوم على الموصل، كانت “أسرع من المتوقع” في الخطط العسكرية الأولية للتحالف.

لكن التحالف يبدي قلقا الآن حيال ما سيحدث أثناء وبعد تحرير المدينة التي تقطنها غالبية سنية، لكنها تضم أيضا العديد من الاقليات.

وقال كارتر “لا يمكننا السماح بتأخير جهود تحقيق الاستقرار” في العراق بموازاة التقدم العسكري الحالي للتحالف.

وقامت قوات التحالف التي تشكلت صيف عام 2014 بما لا يقل عن 14 ألف ضربة في سوريا والعراق، وتستعد مع الحكومة العراقية لاستقبال عشرات الآلاف من اللاجئين الذين قد يفرون أثناء القتال. ويتطلب هذا استعدادات مسبقة لتوفير معدات طوارئ مثل المساعدات الغذائية أو مولدات كهربائية للإغاثة.

كما يحاول الحلفاء تحديد شكل الحكم في المدينة حيث يجب أن ينال موافقة بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق.

وأوضح ماكغورك “يتعين علينا تشجيع جميع الأطراف لوضع خلافاتهم جانبا”، داعيا إلى “جهود دبلوماسية مكثفة” يبذلها التحالف لدى العراقيين.

من جهته، أكد المسؤول الأوروبي “يجب أن تكون الاستجابة السياسية” من العراقيين سريعة.

تصاعد الاعتداءات

لكن رغم تراجع تنظيم داعش في العراق وسوريا، يبدي الحلفاء قلقا إزاء تصاعد الهجمات التي يتبناها التنظيم الجهادي أو التي تبدو مستوحاة من فكره.

ويشير كيري إلى الهجمات التي ترتكب باسم ايديولوجية التنظيم المتطرف الذي ينتشر في جميع إنحاء العالم عن طريق الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

وبات التنظيم المسلح بصدد التحول من “دولة وهمية” إلى “شبكة عالمية للإرهاب”، وهدفه الوحيد “هو قتل أكبر عدد من الناس الأبرياء”، بحسب وزير الخارجية الاميركي.

ودعا بلدان التحالف إلى تسريع تبادل المعلومات حول المشتبه في صلاتهم بالإرهاب، وقال “يجب أن يتمكن حرس الحدود في جنوب أوروبا من الاطلاع على نفس المعلومات التي بحوزة رجل الأمن في مطار مانيلا أو مكتب التحقيقات الفدرالي في بوسطن (اف بي أي)”.

أما بالنسبة للحرب الدعائية على الانترنت التي تشنها المملكة المتحدة، التي مثلها في اجتماع واشنطن وزير الخارجية الجديد بوريس جونسون، ودولة الإمارات العربية المتحدة فبدأت تؤتي ثمارها، بحسب كيري.

وأصبح هناك الآن محتوى “أكثر” على الانترنت ضد الجهاديين من المواضيع المؤيدة لهم.

ورغم التفاؤل بانتصار عسكري ضد الجهاديين، يبقى الحلفاء حذرين جدا حيال الجدول الزمني بما في ذلك الهجوم على الموصل.

من جهته، قال مايكل فالون، وزير الدفاع البريطاني “أنني على ثقة من أننا سنشهد بداية عزل الموصل في الأشهر المقبلة”.

لكن مسؤولا رفيعا في التحالف أقر أن القضاء التام على سيطرة الجهاديين في العراق وسوريا، حيث يتمركز في “عاصمته” الرقة، قد يستغرق “سنة أخرى أو سنة ونصف”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.