شارك

في الوقت الذي تسعى فيه السعودية وتركيا لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فإن الخلافات بينهما تبقى عميقة، بحسب ما ذكر موقع “آسيا تايمز” الإخباري.

وقال الموقع الإخباري، في تقرير له اليوم الثلاثاء، إن أبرز الخلافات بين الجانبين تتمثل في البديل الذي ينبغي أن يحل محل النظام الحاكم في سوريا والموقف من الأكراد، في ظل إصرار تركيا على وضع جماعة الإخوان في سدة الحكم بسوريا، وكذلك قيامها بقصف معاقل الأكراد سواء في سوريا أو خارجها.

أهداف أخرى

إسقاط الأسد من وجهة نظر السعودية يعد بمثابة ضرورة قصوى وذلك لتقويض النفوذ الإيراني في المنطقة، بحسب الموقع، إلا أن الأتراك ربما لديهم أهداف أخرى تتعارض بصورة كبيرة مع المصالح السعودية في المنطقة وهو ما يفتح الباب أمام تنافس تركي سعودي في المستقبل، ولعل أهمها القيام بدور القائد للعالم السني.

واستطرد الموقع قائلا إن دخول تركيا للحرب في سوريا يحمل هدفين رئيسيين، وهما ضرب الأكراد داخل سوريا وخارجها تمهيدا لتحقيق حلم الخلافة العثمانية من جانب، وتمهيد الطريق أمام جماعة الإخوان للسيطرة على مقاليد اأمور في سوريا في حقبة ما بعد الأسد من جانب آخر.

التحدي الأكبر

السعودية، من جانبها ترفض تماما مشروع الخلافة التركية، بحسب الموقع، وترى أن الاكراد أحد اهم أسلحتها لدحضه خلال المرحلة المقبلة، وبالتالي فإن المملكة ترفض تماما التحركات التركية التي تستهدف الأكراد، بل وتسعى لدعمهم بصورة كبيرة من أجل كسب ولائهم في الصراع مع تركيا

ولكن تبقى جماعة الإخوان التحدي الاكبر، هكذا يقول “آسيا تايمز”، خاصة وأن موقف السعودية من عزل حكومة الإخوان في مصر في عام 2013 مازال يلقي بظلال سوداء على مستقبل التحالف بين تركيا والمملكة، خاصة وأن الحكومة التركية مازالت على عهدها مع الجماعة في حين أن السعودية لم تغير من موقفها الرافض للجماعة.

معضلة الهوية

وأضاف التقرير أن الأتراك يرون في الجماعة أنها السبيل لنشر الصورة التي يسعون لترويجها للحكم الإسلامي وبالتالي نحو تحقيق حلم الخلافة، وهو النهج الذي ترفضه المملكة تماما، موضحا أن السعودية اتجهت نحو دعم فكرة إسقاط الإخوان في مصر حتى لا تخسر حليفا استراتيجيا قويا لها لصالح تركيا في المستقبل.

مسألة الهوية هي الأخرى هي أحد اهم نقاط الصراع بين البلدين، بحسب الموقع الاخباري، فعلى الرغم من أن كلا من المملكة وتركيا يعتنقان المذهب السني، إلا ان تركيا في نظر السعودية تبقى قوة غير عربية، خاصة وأن مسألة الهوية تعد أحد النقاط التي يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتأكيد عليها في خطابه، وهو ما يفسر إصرار الحكومة السعودية على إطلاق اسم التحالف العربي على العمليات العسكرية التي تقودها ضد الحوثيين في اليمن رغم مشاركة تركيا.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.