شارك

يبدو أن الأساطير القديمة مازالت تسيطر بصورة كبيرة على الرؤى العالمية للدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في مختلف الصراعات التي تشهدها المنطقة، بحسب ما ذكر الكاتب حسن حسن، في ظل تركيز الإعلام الغربي على فكرة تقديم الدعم السعودي على أساس طائفي، وهو الأمر الذي يخالف الواقع بصورة كبيرة.

ولعل إقدام السلطات السعودية على إعدام الشيخ الشيعي المعارض نمر النمر دليلا دامغا على اعتماد الغرب على تلك الرؤى القديمة، بعيدا عن أي تحليل موضوعي للقضايا الأخرى بالمنطقة والتي ترتبط ببعضها بصورة أو بأخرى.

وأضاف الكاتب أنه ينبغي دراسة السياسات التي تبنتها كلا من المملكة العربية السعودية وإيران منذ إندلاع ثورات الربيع العربي قبل خمسة سنوات حتى يمكن تحليل السلوك الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف الكاتب أنه مع اندلاع الانتقاضة السورية، قدمت المملكة العربية السعودية لحركات المعارضة في سوريا، وهي نفس الحركات التي دعمها الغرب، في حين أنها لم تقدم الدعم لأي حركة إسلامية سنية من المعارضة سوى حركة جيش الإسلام، والتي تعد أكثر الحركات المؤثرة في المعركة الحالية ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وأوضح الكاتب أن المملكة اتخذت منحى أخر تجاه الحكومة العراقية المدعومة من قبل إيران، حيث أعادت فتح السفارة السعودية في بغداد بعد أكثر من عقدين من الزمان من إغلاقها، كما أنها كانت من أشد المناوئين للعديد من الحركات الإسلامية المتشددة التي سيطرت على مقاليد الأمور في العديد من دول المنطقة، أهمهم حركة الإخوان المسلمين في مصر.

واستطرد الكاتب أن النظام الإيراني تبنى سياسات أخرى لا تتجه إطلاقا نحو الاعتدال، حيث ركزت على دعم حركات المعارضة على أساس طائفي، ولعل أبرزها تنظيم حزب الله في لبنان، وكذلك الحوثيين في اليمن، موضحا أنه في الوقت الذي تدعي فيه الحكومة الإيرانية تقديم الدعم للنظام السوري باعتباره النظام الشرعي، فقد دعمت حزب الله اللبناني على حساب الحكومة اللبنانية.

وأشار الكاتب إلى البيانات الأخيرة التي أصدرتها التنظيمات المتطرفة في المنطقة، حيث أصدر تنظيم القاعدة بيانا وصف فيه الـ”سعود” بقتلة المجاهدين، في حين أن داعش هي الأخرى قد شنت هجوما حادا على المملكة بسبب التحالف الإسلامي وبسبب حملتها ضد الإرهاب في اليمن.

واختتم الكاتب مقاله أن إيران تسعى لتحقيق أهدافها في المنطقة وتوسيع نفوذها اعتمادا على أجندة طائفية يدعمها العديد من الحركات الموالية لها، وهو الأمر الذي يمثل تهديدا كبيرا لاستقرار العديد من دول المنطقة.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.