شارك

 

عززت الولايات المتحدة الجمعة حملتها لمكافحة دعاية تنظيم الدولة الاسلامية من خلال تشكيل خلية ضد التطرف الجهادي ومحاولة اقناع عمالقة الانترنت بتليين اجراءاتها لتشفير البيانات.

وهذه الاجراءات دليل على الفشل النسبي للسلطات الاميركية امام خصم يجيد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي للتجنيد ولتوسيع نفوذه.

وشكل قيام رجل اعلن ولاءه لتنظيم الدولة الاسلامية باطلاق النار على شرطي في فيلادلفيا (شرق) الجمعة تم توقيفه دليلا على تزايد عدد طالبي الجهاد في الولايات المتحدة.

وصرح نيد برايس المتحدث باسم مجلس الامن القومي ان “الاعتداءات الرهيبة التي وقعت في باريس وسان برناردينو (كاليفورنيا) هذا الشتاء سلطت الضوء على ضرورة تحرك الولايات المتحدة لحرمان المتطرفين العنيفين مثل المنضوين في تنظيم الدولة الاسلامية من ارضية خصبة للتجنيد”.

واضاف المتحدث ان هذه الخلية ستعمل على “تضافر وتنسيق الجهود” التي تقوم بها على الاراضي الاميركية وزارتا الامن الداخلي والعدل.

ويتعرض الرئيس الاميركي باراك اوباما لانتقادات شديدة حول استراتيجيته العسكرية والدبلوماسية والداخلية ضد التنظيم الجهادي وذلك في اطار التوتر الذي يحيط بالانتخابات التمهيدية للسباق الرئاسي في نوفمبر.

وياخذ عليه خصومه الجمهوريون خصوصا امتناعه عن استخدام تعبير “الاسلام المتطرف” ويتهمونه بالتفاؤل المفرط وذلك رغم حملات مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) في 50 ولاية اميركية ضد اشخاص يشتبه بانهم يحاولون الانتقال سرا الى التطرف عبر الانترنت.

آبل وغوغل وفيسبوك

لهذا السبب ركز كبار المسؤولين في البلاد الجمعة على سيليكون فالي حيث عقد لقاء مع عمالقة الانترنت في العالم.

واكد ممثلو آبل وفيسبوك وغوغل وتويتر لوكالة فرانس برس مشاركتهم في الاجتماع الذي عقد في مدينة سان جوزيه ويهدف لاعطاء رد حول تشفير البيانات الذي تشكو منه الوكالات الاميركية المكلفة مكافحة الارهاب.

وبحسب البرنامج الرسمي للاجتماع الذي كشفه احد المشاركين لفرانس برس شرط عدم كشف هويته، فان من بين المشاركين ايضا ممثل عن شبكة “لينكد اين” ومنصة تخزين المعلومات “دروب بوكس” بالاضافة الى “مايكروسوفت” و”يوتيوب”، بينما حضر رئيس آبل تيم كوك.

ومن الجانب الحكومي يشارك في الاجتماع وزيرة العدل لوريتا لينش ورئيس مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي ورئيس الاستخبارات جيمس كلابر ومدير وكالة الامن الوطني مايكل روجرز.

ويمثل الرئيس الاميركي باراك اوباما في الاجتماع الامين العام للبيت الابيض دنيس ماكدونوف اضافة الى العديد من المستشارين المتخصصين في المسائل الامنية.

وصرح المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست “انها فرصة للتباحث بصراحة في سبل تعقيد مهمة الارهابيين الذين يستخدمون الانترنت للتجنيد ونشر التطرف وحشد الانصار من اجل ارتكاب اعمال عنف”.

واضاف ايرنست ان الفكرة هي “انشاء ونشر وتعزيز مضامين ذات مصداقية لمواجهة دعاية تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف”.

تسجيلات فيديو مبسطة

وكانت محاولات السلطات الاميركية سابقا للتصدي للدعاية المتطرفة على الانترنت تعرضت للسخرية خصوصا تسجيلات فيديو لل”اف بي آي” تم انتقادها بانها مبسطة او فيها تمييز ضد المسلمين او انها بالانكليزية وليست بالعربية.

وجاء في تقرير صدر هذا الاسبوع عن معهد “ذي هيريتدج فاونديشن” للابحاث ان استراتيجية مكافحة الدعاية هذه “بلغت حدها الاقصى اذ تنقصها الموارد والاهتمام في العمق”.

وتابع التقرير “من الوسائل المهمة لتقويض مصداقية وعقيدة تنظيم الدولة الاسلامية هي التركيز على الاشخاص الذين انشقوا عن صفوفه”.

الا ان الاجراءات الجديدة المقررة لادارة تشفير البيانات من خلال افساح “باب خلفي” للشرطة الاميركية، تصطدم بالعديد من المبادئ من بينها حرية التعبير وحماية الحياة الخاصة وثقة المستهلكين في شركات التكنولوجيا الجديدة.

ولم يخف رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي في الاسابيع الاخيرة تبرمه من تاخر الردود حول وسائل تحديد هوية المرشحين المحتملين للتطرف على الانترنت.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.