محمد الحمادي: 2015 يا له من عام!

محمد الحمادي: 2015 يا له من عام!

شارك

يمضي اليوم عام «الإرهاب الأسود».. وعام الفوضى الكبرى في منطقة الشرق الأوسط.. عام التحديات القوية والمواقف التاريخية، عندما نمعن النظر في أشهر وأسابيع وأيام وحتى ساعات العام الذي يلملم آخر ساعاته اليوم نكتشف كم كنّا أقوياء في منطقة الخليج، وكم امتلكنا من الشجاعة والإقدام والتضحية كي نحافظ على دولنا بعيدة عن الحروب والصراعات، وبالتالي بعيداً عن الفوضى التي أرادها لنا البعض، ففي هذا العام تجاوز «داعش» كل الخطوط الحمر وتخلى عن أدنى معاني الرحمة والإنسانية، فقتل الأبرياء وحرق الرجال، وقطع الرؤوس، وباع النساء والأطفال، واستحل الحرمات، واستغل الدين أسوأ استغلال، وللأسف أنه نجح في تشويه صورة الإسلام لدى فئات كثيرة في العالم من الناس البسطاء الذين لا يعرفون عن الإسلام إلا ما تنقله وسائل الإعلام الغربية، وللأسف أن بعضها مغرض ويقصد الإساءة، كما نجح «داعش» في أن يجند أعداداً أكبر وأكبر من الشباب، ووصل إلى الفتيات فأصبح حلماً للبعض، هكذا كان «داعش» طوال عام كامل، وإن كان قد تلقى بعض الضربات مؤخراً وتكبد بعض الخسائر، إلا أن العالم لا يزال مطالباً بعمل المزيد.

وفي هذا العام، اتخذت دول التحالف العربي، بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية قرارها التاريخي بإعلان معركة «عاصفة الحزم» لمواجهة التوسع الإيراني في المنطقة، ولإيقاف تلك الأطماع الشريرة التي لم يكن لها حدود، حيث اعتقدت طهران أن شيئاً لن يوقفها، ففوجئت برجال الجزيرة العربية والتحالف الأبطال والجنود البواسل يقاتلون بكل شجاعة، ويضحون بأرواحهم شهداء في سبيل الله من أجل أوطانهم وشعوبهم، فصعق العدو واندحر اتباعه الحوثيون والمخلوع المتواطئ معهم، فكل التحية لشهداء التحالف العربي وشهداء اليمن، وتحية خاصة لشهداء الإمارات الأبطال وجنودنا البواسل هناك، فهؤلاء رجال نعتز بهم ونفتخر.

المشهد العربي من ليبيا إلى سوريا والعراق، مروراً بلبنان كله مربك ومرعب وجامعتنا العربية لا تزال تعيش غيبوبتها العميقة وعجزها الكبير، فلم تعد قادرة على فعل أي شيء له قيمة وفي مستوى طموحات وتوقعات الشعوب العربية، وهذا ما يجعلنا نتمنى أن يكون العام المقبل عاماً لإعادة ترتيب البيت العربي، أو إعادة بنائه، بما يتناسب ومتطلبات وتحديات المرحلة.

أما المشهد الإماراتي، فقد لخصه حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مع أعضاء المجلس الوطني الاتحادي الجدد يوم الاثنين الماضي، فرغم كل التحديات من حولنا فإنه مشهد يدعو للفخر والاعتزاز بالقيادة وبالشعب، فالإمارات قيادة وحكومة وشعباً أثبتت في هذا العام أنها دولة تمتلك الرؤية والإرادة في مواجهة التحديات، والسير قدماً في تحقيق الإنجازات رغم كل الصعوبات من حولها، وقد أثبتت الأيام، وسيذكر التاريخ أنه في هذه الحقبة من الزمن كانت للإمارات مواقف مشرفة ساعدت على حماية المنطقة من الأخطار والأطماع، وفي الوقت نفسه، كانت لديها الإرادة والحكمة في تسيير أمور البلاد، وإضافة إنجازات حقيقية، وفي المقابل سيذكر التاريخ أن شعب الإمارات كان صامداً مخلصاً وفياً في أصعب الظروف التي مر بها، فلم ينهزم أو يخب الظن حتى عندما استشهد وجرح أبناؤه في حرب اليمن وبيد الغدر، أكد أنه شعب يعرف واجباته بقدر ما يعرف حقوقه.

سنأخذ من العام الذي مضى دروسه المفيدة من بين ركام الحرب، وسنبني عليها مستقبلاً أفضل للعام الجديد.

نقلًا عن “الإتحاد”

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.