شارك

عندما تواترت الأنباء عن إغلاق مضيق البسفور في تركيا، اتجهت معظم التوقعات نحو احتمالات حدوث هجوم إرهابي جديد، إلا أنه تبين لاحقا أن الأمر كان مختلفا هذه المرة، إذ كانت هناك محاولة انقلاب عسكري ضد نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولكنها لم تستمر طويلا. بحسب “وول ستريت جورنال”.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن أحد أسباب فشل الانقلاب يتمثل في فشل قيادته في السيطرة على خطوط الاتصال، إلا أن ذلك على ما يبدو السبب الوحيد، حيث يوجد سبب أخر ربما يكون أكثر أهمية، وهو الفشل في تقدير التغييرات العميقة التي مر بها المجتمع التركي في السنوات الأخيرة، إذ كان بمقدور الجيش قبل ذلك السيطرة البلاد تماما دون أي عنف.

قادة الانقلاب قاموا بمحاولتهم الفاشلة على عجل، هكذا تقول الصحيفة، فلم يكون الأمر مدروسا بشكل جيد، بينما كان التخطيط ضعيفا للغاية، كما أنهم أيضا أهملوا وجود الانترنت، في الوقت الذي كان فيه الانترنت سلاحا فعلا بيد الرئيس التركي الذي لجأ إلى استخدام تطبيق “فيس تايم” داعيا المؤيدين إلى النزول إلى الشوارع ومواجهة الانقلاب، وهو الأمر الذي ساهم بصورة كبيرة في افشال تلك المحاولة الانقلابية.

انقلاب “الجمعة” دليل دامغ على عدم إدراك الجيش التركي لطبيعة التغييرات التي شهدها المجتمع في الآونة الأخيرة، بحسب “وول ستريت جورنال”، موضحة أن هذا الانقلاب لا يصلح بأي حال من الأحوال للأوضاع الاجتماعية الحالية ولا البيئة السياسية التي تحيط بتركيا أو حتى التغييرات الهيكلية التي شهدها الجيش التركي نفسه منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة السلطة.

وأضافت أن المخططين توقعوا استجابة من قبل القيادات العليا في الجيش للمحاولة الانقلابية، إلا النتيجة لم تكن كذلك، إذ انقسم الجيش، على عكس الانقلابات السابقة التي شهدتها تركيا منذ تأسيس الجمهورية في عام 1923، على يد مصطفى كمال أتاتورك.

نفوذ الجيش عام 1997 كان كافيا له بأن يطيح بالحكومة فقط من خلال رسالة بعثت بها قيادة الجيش، لتطلب من الحكومة آنذاك الاستقالة دون دبابات، بحسب الصحيفة، وهو الدرس الذي ربما أدركه جيدا الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية منذ وصولهما إلى سدة السلطة في البلا عام 2002، إذ عملا على الحد من سلطات الجيش.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول بأن الكفة في النهاية رجحت لصالح السياسيين المنتخبين في ميزان القوى بين الجيش والإدارة السياسية المنتخبة، حيث لم تشارك قيادات الجيش، وتراجعت المؤسسة العسكرية إلى حدودها مرة أخرى.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.