شارك

عملية تمويل الأعمال الإرهابية التي يمارسها “حزب الله” اللبناني تشهد ازدهارا كبيرا في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، في ضوء ما كشفت عنه إدارة مكافحة المخدرات بالولايات المتحدة، في تقرير له الشهر الماضي، عن وجود علاقات كبيرة بين التنظيم الشيعي الموالي لإيران، ومافيا المخدرات في المنطقة، بحسب “واشنطن تايمز”.

الصحيفة الأمريكية البارزة قالت إن الكونجرس ناقش مؤخرا التقرير الذي تقدمت به إدارة مكافحة المخدرات، في ضوء الجهود لتقويض الأنشطة التخريبية التي يتبناها التنظيم اللبناني في الشرق الأوسط، والذي يمثل تهديدا كبيرا لمصالح واشنطن في المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن الرئيس السابق لعمليات مكافحة المخدرات، مايكل براون، قوله بأن حزب الله اللبناني يتمتع بعلاقات كبيرة واتصالات دولية جعلت من اخطبوط تمكن من توفير على العديد المصادر التي يمكن أن يمول بها أنشطته الارهابية، موضحا أنه بالفعل تفوق بصورة كبيرة على تنظيمات أخرى لا تقل عنه خطورة، من بينها تنظيمي “داعش” والقاعدة.

وأضافت أن “حزب الله” يقوم بعمليات غسيل أموال وذلك لتمويل صفقات السلاح التي يحصل عليها التنظيم الشيعي، وكذلك لتمويل الأنشطة العسكرية التي يقوم بها في سوريا في السنوات الأخيرة، من أجل تقديم الدعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، في ظل الدور الكبير الذي يقوم به مقاتلي الحزب لحماية النظام السوري.

وأوضحت الصحيفة أن شخصيات لبنانية تم القبض عليهم في هذا الإطار، من بينهم محمد نور الدين وحمدي زاهر الدين، من قبل إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، حيث تبين تورطهما في عمليات غسيل أموال لصالح حزب الله، ما أثار قلق أمريكا بصورة كبيرة، وأوجب اتخاذ خطوات جدية لاحتواء مخاطر هذا الأمر مستقبلًا.

وقال مايكل براون إن “حزب الله” لديه نظام غسيل أموال يعد أحد أكثر أنظمة العالم تطورا في هذا الاتجاه، بل وربما لديه أكثر من نظام، موضحا أن الإدارة التي كان يعمل بها أعلنت القبض على عدد من عناصر التنظيم الشيعي بتهمة تهريب المخدرات من تجار كولومبيين إلى أوروبا عبر الأراضي اللبنانية.

من ناحية أخرى، أشارت “واشنطن تايمز” إلى ضرورة التركيز على مخاطر تواجد حزب الله اللبناني في دول أمريكا اللاتينية، في ظل احتمالات كبيرة لوجود مؤيدين له في داخل تلك الدول، موضحة أن هناك نحو سبعة ملايين لبناني في دول المنطقة، من بينهم ما لا يقل عن مليون شيعي في البرازيل وحدها، وبالتالي فربما يجد التنظيم من يتعاطف معه في منطقة تعد حيوية في العالم.

واختتمت الصحيفة تقريرها بأن الحزب الشيعي لديه القدرة على كسب تعاطف وتأييد المجتمعات الشيعية داخل دول أمريكا اللاتينية، من خلال إدارة الهياكل الدينية في المناطق التي يعيشون فيها، وبالتالي ربما يجد دعما ماليا ومعنويا كبيرا من قبل أفراد تلك المجتمعات في المرحلة المقبلة وهو ما ينبغي أن تنتبه إليه الولايات المتحدة.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.