شارك

ربما يكون الفرار هو الحل للكثير من سكان مدينة الفلوجة، خوفا من بطش تنظيم “داعش” الإرهابي، إلا أن الفارين أيضا ربما لا ينجون، كما تقول صحيفة “واشنطن بوست”، موضحة أن الميليشيات الشيعية المدعومة من الحكومة العراقية سوف تكون بانتظارهم في ظل النهج الطائفي الذي تتبناه تلك الجماعات المسلحة.

الصحيفة الأمريكية البارزة ذكرت أن انتقادات كبيرة على المستوى الدولي تواجهها الحكومة العراقية والميليشيات الموالية لها، بسبب الانتهاكات الطائفية التي ترتكبها ضد السكان المدنيين السنة في الفلوجة، والذين يفرون هربا من القتال الذي تشهده المدينة منذ ثلاثة أسابيع، أو في المناطق القريبة منها، إذ من المتوقع أن تصدر منظمة “هيومان رايتس واتش”، المهتمة بحقوق الإنسان، تقريرا لإدانة تلك الانتهاكات خلال أيام.

وأوضحت الصحيفة أن عددا من سكان الفلوجة- الذين تمكنوا من الفرار خارج المدينة، الواقعة تحت قبضة “داعش”- أدلوا بشهادتهم أمام المنظمة الحقوقية البارزة حول الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات الشيعية بحقهم منذ بداية المعارك التي تهدف إلى تحرير المدينة من قبضة الميليشيات المتطرفة.

العديد من الخبراء والمتابعين أعربوا عن قلقهم منذ بداية العملية العسكرية من جراء اشتراك الميليشيات الشيعية في دعم القوات الحكومية في العراق، بحسب الصحيفة الأمريكية، موضحة أن مشاركتهم ستفتح الباب أمام نهج انتقامي سوف تتبناه الميليشيات تجاه العراقيين السنة، الأمر الذي يثير مخاوف كبيرة حول زيادة التعاطف مع التنظيم المتطرف من قبل السكان السنة، وبالتالي تقويض الجهود الرامية لتوحيد الجهود ضد “داعش”.

ونقلت الصحيفة عن الباحثة بلقيس ويلي أن “هيومان رايتس واتش” تلقت العديد من التقارير حول انتهاكات كبيرة ارتكبت من قبل مقاتلي “داعش” وكذلك القوات العراقية، ضد السكان المدنيين، وسوف تصدر المنظمة تقريرا حول تلك الانتهاكات هذا الأسبوع، موضحة في الوقت نفسه أن الحكومة العراقية منعت بالفعل جماعات حقوق الإنسان من إجراء أية مقابلات مع ضحايا الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات الشيعية.

وأشارت الصحيفة إلى الاتهامات الكثيرة التي تلاحق الميليشيات الشيعية باعتقال أعداد كبيرة من سكان الفلوجة على أساس طائفي، إذ اعتقلت مؤخرا 1250 شخصا من سكان منطقة الصقلاوية، وهي أحد أحد أحياء مدينة الفلوجة، ومورس ضدهم مختلف أشكال التعذيب، ما أدى إلى مقتل عدد منهم.

ورغم الإفراج عن أكثر من 600 شخص منهم، إلا أنه تم نقلهم إلى معسكر طارق- المقر الرئيسي للقوات الحكومية العراقية التي تشن هجوما عسكريا حاليا على الفلوجة- بحسب الصحيفة الأمريكية- إذ ظهرت عليهم آثار ضرب شديد وتعذيب، وأكدوا أن هناك المئات مازالوا في محتجزين لدى الميليشيات الشيعية، الأمر الذي يثير مخاوف كبيرة من أن تؤثر تلك الانتهاكات على سير العملية العسكرية ضد “داعش”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.