شارك

 في الوقت الذي يعارض فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجهود التي يبذلها الكونجرس لفرض عقوبات جديدة على طهران، فإن السعودية وحلفاءها الخليجيين ربما لديهم الأسلحة التي يمكنهم من خلالها ترك آلام مالية شديدة على طهران، بحسب ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وقالت الصحيفة الأمريكية البارزة إن السعودية بالفعل قد اتخذت خطوات جادة من شأنها عقاب الحكومة الإيرانية، من بينها استمرار الصراع العسكري بين المملكة وحلفائها مع وكلاء إيران في العديد من دول المنطقة بدءا من اليمن وحتى سوريا، بالإضافة إلى  الاتفاق الذي عقدته السعودية مؤخرا مع روسيا من أجل تخفيض انتاج النفط في سبيل حل أزمة الأسعار التي ضربت اقتصادات العديد من الدول، وهو الاتفاق الذي ربما يجبر طهران على اتخاذ إجراء مماثل يقوض جهودها لدفع التنمية.

تقويض الطموحات الإيرانية

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الاتفاق الأخير الذي عقدته المملكة مع روسيا ربما يقوض الطموحات الإيرانية التي تهدف إلى استعادة وضعها في أسواق النفط العالمية بعد سنوات من العقوبات المفروضة عليها، والتي تم رفعها الشهر الماضي بعد دخول الاتفاق النووي الذي عقدته الحكومة الفارسية مع القوى الدولية الكبرى إلى حيز النفاذ في شهر يوليو 2015.

وأضافت “وول ستريت جورنال” أن أسعار النفط المنهارة ربما تؤثر بصورة كبيرة على اقتصاد المملكة نفسها، إلا أن التأثير على الاقتصاد الإيراني سوف يكون أكثر عمقا، موضحة أن المملكة لديها احتياطي نقدي يبلغ 700 مليار دولار، كما أن الاستثمارات الأجنبية لديها تتعدى الـ70 مليار، وهو ما يمنح السعودية نفوذا كبيرا على المستثمرين إذا ما قورنت بإيران.

الاثنين الأسود

على سبيل المثال، السعودية يمكنها أن تضع المؤسسات الاستثمارية في موقف صعب، يقوم على الاختيار بينها وبين إيران، بحسب الصحيفة، وهو ما فعلته المملكة بالفعل مع مؤسسة “بلاك روك” الأمريكية لإدارة الأصول، حيث أفادت تقارير عن قيام مسئولي المؤسسة برحلة استكشافية لطهران، للاستثمار هناك في مارس من العام الماضي، في حين أن المملكة سحبت بعض الاستثمارات منها في سبتمبر، وهو ما دفع احد مسئوليها بالقول أنه “الإثنين الأسود” بالنسبة للمؤسسة.

وأضافت الصحيفة أنه ربما يكون الإجراء السعودي منفصلا عن توجهات المؤسسة الأمريكية للاستثمار في إيران، حيث إن مسئولي المملكة لم يقوما بالربط بين الأمرين، في ظل توجه الحكومة السعودية نحو تنويع الاستثمارات ورغبتها في تحقيق أكبر قدر من المكاسب، إلا أنها في النهاية بمثابة لعبة العصا والجزرة لتخويف الشركات الاستثمارية من تداعيات التوجه نحو طهران.

الموقف الإيراني

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الدولة الفارسية لن تقف عاجزة أمام محاولات الرياض للتضييق عليها، حيث تسعى الحكومة الإيرانية إلى جذب استثمارات بقيمة 100 مليار دولار في قطاع الطاقة، في ظل معاناة الاقتصاد السعودي في الآونة الراهنة، إلا أن المملكة تبدو أكثر جاهزية للحرب الاقتصادية مع طهران في ظل تحالفها مع دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تعد رابع أكبر شريك تجاري لإيران.

وأضافت الصحيفة أن السعودية والإمارات يمكنهما تحقيق ما عجزت عن تحقيقه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ظل رفض إدارته لفرض عقوبات مالية واقتصادية جديدة على طهران، خاصة إذا ما تمكنا من توحيد قوتهما المالية، إذ أن لديهما ما يكفي من النفوذ والقوة لوضع الاقتصاد الإيراني في مأزق من جديد.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.