شارك

ربما كان هذا العام استثنائيا للمرأة السعودية بصورة كبيرة، حيث إنه بدأ بمشاركة النساء في التصويت بالانتخابات البلدية بالمملكة ووحصلت 20 امرأة على عضوية المجلس المحلي، لأول مرة في تاريخ البلاد، إلا أن الجدل مازال قائما حول المرأة السعودية ودورها، بحسب موقع “صوت أمريكا” الإخباري.

وصول المرأة لعضوية المجلس المحلي السعودي أثار توقعات كبيرة بأن المرأة السعودية على موعد مع حقبة أكثر إثارة خلال هذا العام، يقول الموقع الأمريكي، إلا أن محاولة عضوتان بالمجلس للجلوس على نفس المائدة مع نظرائهن من الرجال أثار مناقشات حول مدى توافق هذا الفعل مع الشريعة الإسلامية ربما قوضت تلك التوقعات إلى حد كبير.

تحديات أعمق

ويبدو أن المسألة ليست قاصرة على فكرة الاختلاط بين الرجال والنساء داخل المجلس، ولكنها تتعلق بالأساس بفكرة تمكين المرأة داخل المجتمع السعودي، بحسب الموقع، في ظل قيود كبيرة مفروضة على المرأة، فهي مازالت تحتاج إلى موافقة الرجل من أجل السفر أو دخول المؤسسات التعليمية، كما لا يسمح لها بالعمل في بعض المجالات، وتحرم أيضا من قيادة السيارات.

تقول لاما السليمان، عضو المجلس المحلي السعودي، إن تلك الأمور ما هي إلا صورة لمشاكل وتحديات أعمق تواجه المرأة السعودية، لعل أبرزها هي سيطرة الرجال على  من يعولونهم من السيدات، موضحة أن هناك إرادة حقيقية من أجل إحداث تغيير حقيقي، وبالفعل تقدمت المرأة السعودية خطوات كبيرة للأمام.

غير متوقع

الجدل في مجلس بلدية جدة حول فكرة الاختلاط بين الجنسين داخل الجلسات ربما كان مفاجئا للعديد من المتابعين، بحسب “صوت أمريكا”، خاصة أنه في بعض المجالس البلدية في السعودية تجلس النساء بنفس قاعة الجلسات مع الرجال دون مشكلات، في حين أنه في أماكن أخرى طالبت النساء بحضور الجلسات إلكترونيا.

يقول عبد العزيز ساجر، رئيس مركز أبحاث الخليج في جدة، إن هذا الجدل لم يكن متوقعا على الإطلاق، خاصة أن فكرة الاختلاط بين الرجل والمرأة ليست جديدة، فهناك 30 امرأة نالت عضوية مجلس الشورى السعودي، والذي يعد بمثابة أعلى سلطة دينية في البلاد، ويجلسن بجوار نظرائهن من الرجال دون مشكلة.

الفصل هو الحل

إلا أن هناك أصوات أخرى ترى أن الفصل بين الجنسين هو الحل خلال المرحلة المقبلة، بحسب الموقع الإخباري الأمريكي، حيث إن الاختلاط بين الجنسين في المملكة ربما يقوض رغبة المرأة السعودية في الدخول إلى سوق العمل، والاختلاط في أماكن العمل ربما يخلق مشكلات أسرية بين النساء وعائلاتهن، وبالتالي قد يبتعدن عن فكرة العمل حفاظا على أسرهن.

وأشار الموقع إلى أن دراسة أجريت مؤخرا، شملت ثلاثة آلاف سعودي، أكدت أن أكثر من نصف السعوديين يفضلون العمل في بيئات فيها فصل بين الجنسين، وبالتالي فمن المفضل أن تكون هناك أماكن مخصصة للسيدات فقط داخل أماكن العمل.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.