شارك

بعد عشرة أعوام مرت على حرب يوليو 2006 بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، والتي حققت شعبية كبيرة للحزب بين العرب والمسلمين، يبدو أن الحزب يبحث عن اشتباك محدود مع الدولة العبرية، يعيد له جانباً من تلك الشعبية، التي فقدها لفترة طويلة بسبب دعمه لنظام بشار الأسد في سوريا، وانكشاف وجهه الطائفي، بحسب “واشنطن بوست”.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن قادة في الجيش الإسرائيلي قولهم إن الحرب المقبلة في لبنان ستكون “شرسة ورهيبة”، وباهظة الثمن على المدنيين، موضحة أن حرب 2006، التي استمرت 34 يوما، سجلت مقتل أكثر من ألف شخص بين جنود ومدنيين، وانعكس تأثيرها على الداخل اللبناني، وعلى المستوى الإقليمي ككل.

وبحسب الصحيفة، تشير التقديرات إلى أن عدد مقاتلي الحزب في سوريا بلغ 7 آلاف مقاتل، تم تدريبهم وتسليحهم على يد قادة ومستشارين عسكريين إيرانيين، بالإضافة إلى تسليح متطور من طهران وصل إلى حد تزويد حزب الله بالجيل الرابع من الصواريخ الموجهة للدبابات، فضلاً عن تجريب طائرات من دون طيار.

وأضافت أن “حرب تموز 2006” جاءت في أعقاب اختطاف الحزب جنديين إسرائيليين على الحدود مع لبنان، لتبدأ معها أطول حرب بين الحزب وإسرائيل، أسهمت كثيراً في تقويته وخروجه كقوة إقليمية يحسب لها حساب.

وتشير الصحيفة إلى أن قادة في الجيش الإسرائيلي يرون أن الحزب اليوم يشكل تهديداً أكبر بنحو 10 مرات ممّا كان عليه قبل عشرة أعوام؛ وبات يمتلك ترسانة أسلحة وصواريخ طويلة المدى، يخبئها في مخابئ خصصت لهذا الغرض، ويمكن رؤيتها من قبل الجنود الإسرائيليين الذين يتولون مراقبة الحدود وحراستها

وأوضحت أن الحزب قضى السنوات الأخيرة في مهمة تحويل القرى اللبنانية الواقعة على الشريط مع إسرائيل إلى قواعد عسكرية ومنصات إطلاق نار، وهو ما تظهره صور خاصة بالجيش الإسرائيلي تم عرضها على وسائل الإعلام.

واستطردت أن الولايات المتحدة وإسرائيل، يعتقدان بأن أي حرب جديدة على الحدود مع لبنان ستكون باهظة الثمن هذه المرة، ومدمرة، خاصة بالنسبة إلى المدنيين؛ لافتة إلى أن حزب الله لم يعد مجرد حركة أو منظمة، وإنما هو جيش إرهابي كبير، بحسب وصف قائد عسكري إسرائيلي شارك في حرب 2006 نقلت رأيه الواشنطن بوست.

ووفقاً للصحيفة يرى الطرفان، إسرائيل وحزب الله، أن الحرب المقبلة ستكون مروعة، ومن ثم فإنهما يؤكدان ضرورة تجنب خيار الحرب، فرئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، حذر حزب الله من أي تهور قد يؤدي إلى ضربة “بقبضة من حديد”.

ولفت تقرير الصحيفة النظر إلى أن حزب الله لن يجد من حوله ذاك التأييد الشعبي العربي في أي حرب جديدة مع إسرائيل؛ فلقد تحول زعيمه نصر الله إلى قاتل بنظر كثير من الشعوب العربية، بحسب ما يقوله سامي نادر، مدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية. مضيفًا: “يسعى حزب الله إلى الدخول في معركة محدودة مع إسرائيل؛ لغرض استعادة هيبته التي فقدها بسبب مشاركته في الحرب في سوريا”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.