شارك

يبدو أن المملكة العربية السعودية تشهد في الوقت الراهن جيلا جديدا من الفنانين يعمل على تحدي قيود مجتمعية أحاطت بالمملكة منذ عقود طويلة من الزمان، بحسب ما ذكر موقع إذاعة “إن بي أر” الأمريكية، حيث شهدت الساحة الفنية توسعا ملحوظا في السنوات الماضية، بل وأصبح للفنانين صوت مسموع داخل المملكة.

وأضافت الإذاعة الأمريكية في تقرير لها أن السعودي عبد الناصر غارم يبدو مثالا واضحا لهذا الجيل الداعم لفكرة الإصلاح في المملكة، موضحة أنه ربما لا يمتلك مقومات موهبة فنية، حيث أنه عمل لسنوات كمقدم بالجيش السعودي، بل وكان زميلا في المرحلة الثانوية لاثنين من الإرهابيين الذين شاركوا في أحداث الحادي عشر من سبتمبر في عام 2001.

دور مجتمعي

إلا أنه بالرغم من ذلك، بحسب التقرير، فإن أول أعماله الفنية حقق مكسبا غير متوقع، حيث بيع عمله الفني، والذي يجسد صورة لقبة متلألأة ترمز لقبة الصخرة، بينما تظهر على حافتها حمامة، بأكثر من 840 ألف دولار، وذلك خلال مزاد كريستيز بمدينة دبي الإماراتية.

ويقول الفنان السعودي أن الشهرة ليست هدفا له على الإطلاق، موضحا أنه يركز فقط على تحقيق الدور الذي ينبغي أن يؤديه من أجل خدمة مجتمعه، مضيفا “أريد فقط أن أؤدي دورا تجاه المجتمع السعودي، هذا الدور هو ما سوف يجعلني سعيدا عندما أرى نتائجه”، وأضاف أنه لا يهتم بكونه أكثر فناني الخليج مبيعا.

ورشة مزدحمة

يبدو أن الفنان السعودي يؤمن بالفعل بفكرة الدور الذي ينبغي أن يؤديه لغيره، هكذا يقول التقرير، ففي ورشته المزدحمة بالعاصمة السعودية الرياض، يتواجد الموسيقيون الذين يعزفون الموسيقى التقليدية، بينما في الغرفة المجاورة يوجد المصور الذي يقوم بترتيب الصور على الحائط الأبيض، في حين أن غارم، والذي يبلغ من العمر 41 عام، يقدم لهم المساعدة والنصيحة، والتي لم يحصل هو نفسه عليها عندما كان في بداية حياته.

ويحكي الفنان السعودي عن نفسه قائلا “عندما كنت في بداية حياتي، كنت أتمنى زيارة المتاحف، كنت أتمنى أن أرى اللوحات الفنية الحقيقية. كنت أتمنى أن أتحدث إلى الفنانين لأعرف كيف يفكرون”.

الاستراتيجية غائبة

وأضافت الإذاعة الأمريكية في تقريرها أن الإنترنت ساهم بصورة كبيرة في انفتاح الفنان السعودي على عالم أوسع، ليبدأ طريقه في العام 2013، وتصبح أول المبالغ المالية التي يحصل عليها مقابل إبداعه دافعا ليتولى عشرة فنانين سعوديين من الشباب، بل ويذهب بهم إلى العاصمة البريطانية لندن ليشاركوا في المعارض التي تقام هناك، ويكرر الأمر نفسه هذا العام مع مجموعة أكبر من الفنانين ولكن هذه المرة يذهب بهم في جولة فنية إلى الولايات المتحدة.

يقول غارم إن هناك أعدادا كبيرة من الفنانين في المملكة العربية السعودية، ولكن تبقى المشكلة في أنه ربما لا توجد استراتيجية في التعامل معهم أو توجيههم لذلك ربما قرر هو أن يقوم بهذا الدور.

الفن استراتيجية

ربما يكون السبب في توجه الفنان السعودي إلى هذا الاتجاه هو أنه يعلم مخاطر التطرف بسبب زملاء الدراسة الذين اتخذوا الإرهاب منهجا لهم، لذلك فأصبح الفن، من وجهة نظره، هو بمثابة الاستراتيجية التي يمكن أن يتم استخدامها بفاعلية كبيرة لمجابهة التطرف والإرهاب.

ربما إذا منحتهم مساحة من الحرية، على الأقل ليتحدثوا عما يجيش بأنفسهم، ستكون هنا نقطة البداية، هكذا يقول غارم، موضحا أنه مع وجود مساحة حرية لهؤلاء الفنانين سيبدو الأمر مختلفا إلى حد كبير.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.