شارك

الصراع السعودي الإيراني لا يتوقف عند السياسة، وإنما يعد الاقتصاد أحد الأسلحة المهمة التي تستخدمها المملكة في مجابهة خصمها الإقليمي اللدود، بحسب ما ذكر موقع “سي إن إن” الإخباري، خاصة وأن قطاعا كبيرا من المحللين السياسيين والاقتصاديين يرى أن المملكة اتجهت لتبني سياسة عدم خفض إنتاجها من النفط رغم انخفاض الأسعار بصورة كبيرة، من أجل تقويض الطموحات الإيرانية الرامية إلى انعاش اقتصادها النفطي.

إلا أن الأمر ربما لا يقتصر على السياسات الاقتصادية والنفطية التي تتبناها المملكة، حيث إن الحكومة السعودية ربما اتجهت نحو مزاحمة خصمها في زبائنه النفطية، بحسب الموقع الإخباري، في ظل تقارير تدور حول زيادة كبيرة في معدلات تصدير النفط السعودي للصين لتقفز بنحو 36 بالمئة في شهر فبراير الماضي.

معاقبة إيران

وأضاف موقع “سي إن إن” أن التوقيت في زيادة حجم النفط الذي يتم توريده للصين من قبل السعودية يعكس رغبتها في معاقبة الجانب الإيراني، خاصة وأن الصين تعد العميل النفطي الأول لطهران لسنوات طويلة من الزمان، كما أن زيادة المبيعات النفطية السعودية للصين تتعارض بصورة كبيرة مع الدعوات لتجميد إنتاج النفط، عند مستويات الإنتاج في يناير الماضي، من أجل انقاذ أسعار النفط المنهارة في المرحلة الراهنة.

أهداف سياسية

وأوضح الموقع الإخباري أن الدعوات التي تبنتها مجموعة من الدول، ومن بينها السعودية، جاءت لإحراج إيران، خاصة وأن المسئولين الإيرانيين أعربوا عن رفضها الكامل عن تخفيض إنتاجهم من النفط من أجل استعادة حصتهم في أسواق النفط بعد سنوات من التوقف من جراء العقوبات الدولية والتي تم رفعها في يناير الماضي على خلفية الاتفاق الذي عقدته الدولة الفارسية مع القوى الدولية الكبرى.

ويرى العديد من المحللين أن زيادة كميات النفط الذي تصدره السعودية إلى الصين يحمل أهدافا سياسية أكثر منها اقتصادية، بحسب الموقع الإخباري، في ظل الصراع الكبير بين البلدين على المستوى السياسي خلال الأيام الماضية.

رصاصة سعودية

ورأى “سي إن إن” أن الانفتاح السعودي النفطي على الصين بمثابة رصاصة سياسية أطلقتها المملكة على خصمها الإقليمي، خاصة في ظل التوقيت الراهن، والذي يعكس بصورة كبيرة أن هناك شيئًا آخر يتم تدبيره في المرحلة الحالية في إطار الصراع فيما بينهما، والذي أدى إلى حرب بالوكالة بين الجانبية في عدة دول بالمنطقة، وعلى رأسها سوريا واليمن ومؤخرا لبنان.

المملكة ليس لديها مصلحة على الإطلاق في عودة النفط الفارسي إلى السوق العالمي، هكذا قال التقرير، خاصة وأن عائدات النفط ربما سوف تفتح الباب أمام تقوية وضع طهران كقوة إقليمية بارزة، وربما تساعدها بصورة كبيرة على توسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط على حساب المملكة.

واختتم “سي إن إن” تقريره بالقول إن مخاوف المملكة جراء قيام ايران باستخدام المكاسب التي قد تحققها من في دعم ميليشياتها التي تحارب ضد المصالح السعودية في الكثير من دول المنطقة، ربما تكون الدافع الأكبر للحكومة السعودية للتوجه نحو إغراق الأسواق الاسيوية، والتي تمثل العملاء الرئيسيين لإيران، بالنفط الرخيص.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.