شارك

في الوقت الذي ينظر فيه العالم إلى التعديلات الوزارية التي أجرتها الحكومة السعودية الأسبوع الماضي، وتداعياتها على أسعار النفط، والتي شهدت انهيارا كبيرا العام الماضي، فإن المشهد يبدو مختلفا تماما في الداخل، إذ ينظر السعوديون إلى جوانب أخرى قد تؤدي إليها التغييرات الكبيرة التي تشهدها المملكة في الآونة الأخيرة، بحسب صحيفة “التليجراف”.

هل يمكن للسعوديين أخيرا الذهاب إلى السينما؟ هكذا تساءلت الصحيفة البريطانية، لافتة إلى أن هناك إجماعا بين هواة السينما وقطاع كبير من المحللين السياسيين على أن الإصلاحات التي يقودها نائب ولي العهد محمد بن سلمان ستذهب بالمملكة بعيدا عن القيود المفروضة عليها لسنوات طويلة، خاصة على العديد من الصناعات الترفيهية.

نظرة تفاؤلية

تقول المخرجة السعودية هيفاء المنصور، والتي سبق وأن تم ترشيحها لجائزة “بافتا” البريطانية للأفلام السينمائية، عن فيلمها “وجدة”، ” أشعر بالتفاؤل الشديد حول مستقبل صناعة السينما في بلادي، وأرى أن العديد من السينمات سوف يتم افتتاحها قريبا داخل المملكة”.

وفيلم “وجدة” كان أول فيلم روائي سعودي، يدور حول قصة فتاة من المملكة سعت لتحقيق حلمها الوحيد، وهو أن تمتلك دراجة، ما دفعها لدخول مسابقة في تلاوة القرآن الكريم، أملا في الحصول على المال الكافي من أجل شراء دراجة.

تقنين صناعة السينما

التغييرات الحكومية الكبيرة، والتي شملت استبعاد العديد من الشخصيات النافذة في الحكومة السعودية، وعلى رأسهم وزير النفط المخضرم علي النعيمي، جاءت طبقا لخطة الأمير السعودي الشاب للإصلاح خلال 15 عاما مقبلة، والتي تحمل عنوان “رؤية المملكة في 2030″، حيث اشتملت التغييرات استحداث للترفيه، وهو الأمر الذي دفع العديد للمتابعين أن يكون لدور السينما مكانا في المستقبل داخل السعودية، بعد سنوات من الحظر.

وبرغم تصريحات مسؤولي المملكة، والتي تدور معظمها أنه مازال من المبكر جدا الحديث عن تفاصيل عمل الهيئة الجديدة واختصاصاتها، فإن العديد من المتابعين والمحللين يرون أن قرار إنشاء الهيئة يأتي لفتح الباب أمام تقنين صناعة السينما المحظورة داخل المملكة منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي، خاصة وأن العديد من الشباب السعودي دائما ما يعرب عن غضبه لغياب السينما، على مواقع التواصل الاجتماعي، ورغبتهم كذلك في مشاهدة الأفلام الخارقة.

الخطوة القادمة

وأضافت “التيليجراف” البريطانية أن نائب ولي العهد السعودي الثلاثيني اتخذ العديد من الخطوات التي من شأنها تحقيق الإصلاح وتعزيز الخطوات التي سبق وأن شهدتها المملكة في عهد العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، إذ قلصت المملكة مؤخرا صلاحيات الشرطة الدينية، في خطوة تعد الأبرز والأهم منذ سنوات، بالإضافة إلى تعزيز دور المرأة في سوق العمل.

من هنا يصبح رفع الحظر عن صناعة السينما في السعودية هو الخطوة القادمة، هكذا تقول الصحيفة، خاصة وأن الخطوات التي تم اتخاذها داخل المملكة منذ وصول الملك سلمان إلى سدة العرش في يناير من العام الماضي، كان خارج إطار التوقعات تماما.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن نائب ولي العهد السعودي ربما يتخذ العديد من الخطوات التي ينظر إليها البعض باعتبارها مخاطرة كبيرة، في ظل حالة من الغضب ربما تسيطر على التيار المتشدد داخل المملكة وبعض رجال الدين من جراء تلك الإصلاحات، إلا أن ما يدعم تلك الخطوات يتمثل في الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الأمير الشاب بين الشباب، والذين يمثلون الغالبية العظمى من سكان المملكة.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.