شارك

الصراع الأهلي السوري ربما له العديد من التداعيات الكارثية على الغرب، من جراء التدفق الكبير من قبل اللاجئين إلى العديد من الدول الغربية في الفترة الماضية بحثا عن الأمان، إلا أن الأمر ربما يكون أكثر خطورة بكثير من ذلك بالنسبة للعديد من القوى الإقليمية الأخرى المتواجدة في المنطقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بحسب ما ذكر موقع “سي إن إن” الإخباري.

وقال الموقع الأمريكي البارز إن القوى الإقليمية البارزة ترى أن التدفق غير المسبوق للاجئين إلى دول الغرب الأوروبي هو “نتيجة طبيعية للإهمال الدولي للصراع الذي اندلع منذ خمسة سنوات، دون أن يكون هناك موقفا دوليا قويا لاحتواء الأوضاع في الداخل السوري، وبالتالي فليس من المقبول على الإطلاق أن تترك الأمور لخمسة سنوات أخرى خاصة وأن الأمر ربما يتعلق بأمنها بصورة مباشرة”.

السعودية محاصرة

المملكة العربية السعودية، بحسب التقرير، تبدو وأنها محاصرة بالتهديدات من جهات ثلاثة، فمن الشرق يوجد خصمها اللدود إيران، التي تسعى لفرض نفوذها على دول الجوار والتدخل في شئونهم، بينما اليمن في الجنوب حيث المعركة التي تخوضها المملكة ضد الميليشيات الحوثية، بينما تتواجد كلا من العراق وسوريا في الشمال، حيث الأوضاع غير المستقرة.

وبالتالي، وبحسب “سي إن إن”، فليس من المستغرب إطلاقا أن تتجه المملكة العربية السعودية نحو التدخل المباشر من أجل المساهمة في رسم المستقبل في سوريا بنفسها، بدلا من الانتظار حتى يدخل الخطر إلى أراضيها،.

الأكثر إلحاحا

بالنسبة للسعودية، الحرب الأهلية في سوريا ليست معركة طرف آخر، هكذا يقول التقرير الإخباري، فالصراع السوري يبدو بعيدا للغاية عن واشنطن أو لندن أو حتى موسكو، إلا أنه يعد بمثابة القضية الأكثر إلحاحا بالنسبة لدول الشرق الأوسط، وخاصة بالنسبة لدول منطقة الخليج في الوقت الراهن.

وأضاف “سي إن إن” أن الصراع السوري أعاد الروح من جديد لفكرة الجهاد، حيث سمحت الفوضى التي نجمت عن الصراع الأهلي الذي شهدته سوريا بتوفير مساحات آمنة لينمو عليها تنظيم “داعش”، خاصة في المنطقة الشمالية في سوريا، وذلك لتدريب مقاتليه قبل إرسالهم بعد ذلك للعديد من دول المنطقة بل وأوروبا أيضا.

رعد الشمال

وأضاف التقرير أن هدف السعودية واضح للغاية وهو إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة في البلاد، ولكن تحقيق هذا الهدف ليس بالأمر السهل، خاصة بعد التدخل الروسي لدعم النظام، وعدم اتجاه الولايات المتحدة نحو تصعيد دورها لتحقيق لمجابهة النظام السوري وحلفائه، في حين أن الأتراك ليس لديهم الدافع للذهاب إلى سوريا بمفردهم، في ظل معاناتهم من جراء استهدافهم بعدد من الهجمات الإرهابية مؤخرا، كما أن السعودية نفسها أبدت استعدادها لارسال قوات برية في اطار التحالف الدولي.

من هنا نجد أن كافة الدول لا ترغب في الانزلاق بمستنقع الصراع السوري وحدها، بحسب التقرير، لتتجلى أهمية المناورات العسكرية التي تجريها القوات البحرية لحوالي 20 دولة، من مصر والسودان إلى ماليزيا وباكستان، والتي تحمل مسمى رعد الشمال، موضحا أن الهدف من تلك المناورات هو إرسال رسالة ضمنية للخصوم الإقليميين أن السعودية وحلفاءها لديهم الرغبة السياسية والقوة العسكرية للدفاع عن أنفسهم إذا ما اقتضت الحاجة لذلك.

عملية سلام

واختتم الموقع تقريره بالقول بأن لا أحد يرغب في الدخول في صراع أهلي، خاصة إذا ما كان على غرار الصراع الذي تشهده سوريا، إلا أن الأمر ربما يتطلب ذلك إذا لم تكن هناك عملية سلام حقيقية وذات مصداقية، إلا أن التحدي الكبير يتمثل في أن المفاوضات الحالية ربما تخدم فكرة بقاء الأسد في السلطة وهو الأمر الذي لن تقبله المملكة، وهو ما يزيد احتمالات تدخلها خاصة وأنها سبق وأن تدخلت في اليمن لمهاجمة معاقل الحوثيين في ظل ما يمثلونه من تهديد لأمنها.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.