شارك

حالة من الغضب اجتاحت الحكومة الإيرانية، جراء الانتقادات الأمريكية المتزايدة، لاختبارات الصواريخ الباليستية، التي أجرتها طهران خلال الأيام الماضية، في ظل اعتبار مثل هذه الاختبارات بمثابة انتهاك صريح للاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته الحكومة الفارسية مع القوى الدولية الكبرى في يوليو الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الانتقادات، التي وجهها عدد كبير من أعضاء الكونجرس الأمريكي، بالإضافة كذلك لمرشحي الرئاسة الأمريكية، طالت إدارة الرئيس باراك أوباما، على اعتبار أن رؤيته كانت ساذجة إلى حد كبير حول أن الاتفاق النووي سوف يفتح الباب أمام علاقات أكثر ودية مع طهران خلال المرحلة المقبلة.

س. هل يفي الجانب الإيراني بالتزاماته تجاه الاتفاق النووي؟

نعم، حيث أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي أحد الوكالات التابعة للأمم المتحدة ذكرت، في 26 فبراير الماضي، أن الحكومة الإيرانية استجابت للشروط التي وضعتها القوى الدولية الكبرى لمنع كافة السبل التي قد تؤهلها لامتلاك سلاح نووي، وذلك في أول تقييم لها منذ دخول الاتفاق حيز النفاذ في يناير الماضي.

س. كيف يمكننا التأكد من أن الحكومة الإيرانية لا تخادع القوى الدولية الكبرى؟

دراسات تفصيلية أكدت أن هناك انخفاض كبير في كمية الوقود النووي التي تمتلكها الحكومة الإيرانية، وكذلك أجهزة الطرد المركزي، وغيرها من المعدات التي يمكن استخدامها في هذا الإطار، خاصة وأن الحكومة الإيرانية قامت بالفعل بنقل كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب لديها إلى روسيا.

س. هل يمنع الاتفاق النووي مثل هذه الاختبارات الصاروخية الإيرانية؟

لا، حيث أن مثل هذه الاختبارات التي قامت بها الحكومة الإيرانية لتطرير الصواريخ الباليستية لديها، تعد ملفا منفصلا عن القضية النووية محل الاتفاق الذي عقد في يوليو الماضي بين طهران والغرب.

س. هل انتهكت إيران قرار مجلس الأمن الذي يقضي بعدم إطلاق صواريخ؟

هذا الأمر يعتمد بصورة كبيرة على تفسير القرار رقم 2231، والذي تم اعتماده ليضع الاتفاق النووي الإيراني في حيز النفاذ، حيث أن هذا القرار كان بمثابة نهاية القرارات الأخرى التي عوقبت بها الدولة الفارسية من جراء ملفها النووي، إلا أنه في الوقت نفسه دعا الحكومة الفارسية إلى عدم الانخراط في الأنشطة المتعلقة بتطوير الصواريخ الباليستية. الحكومة الإيرانية من جانبها ترى أن القرار لا يمنع إطلاق الصواريخ، وبالتالي فإنها لا تنتهك القرار.

س. كيف سيكون رد الفعل الأمريكي في حال استمرار الحكومة الإيرانية في إطلاق الصواريخ؟

يقول مسئولون أمريكيون أن إطلاق الصواريخ الباليستية انتهاك صريح للقرار السابق ذكره، وبالتالي فإن الولايات المتحدة ربما تتجه نحو مجلس الأمن لاستصدار عقوبات جديدة إذا ما استمرت طهران في انتهاج أسلوبها الاستفزازي. يقول إيد رويس، أحد أعضاء الكونجرس، أنه إذا ما لم يكن هناك إجراءات قوية ضد الدولة الفارسية، فإنها سوف تستمر في انتهاكاتها.

س. لماذا تستفز إيران منتقديها بإطلاق مزيد من الصواريخ، رغم نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي قوت شوكة المعتدلين؟

المعضلة هنا تكمن في أن الحرس الثوري الإيراني هو الذي قام باختبارات الصواريخ، وهو أحد أكبر الفئات المعارضة للاتفاق النووي الذي عقدته الحكومة مع الغرب منذ البداية، وبالتالي فإن هذه الاختبارات ربما تعكس أن الحرس الثوري خارج إطار سيطرة الرئيس روحاني.

س. كيف تبرر الحكومة الإيرانية اختباراتها الصاروخية؟

ترى إيران أنها بمثابة الدولة المسالمة التي يحيط بها الأعداء من كل الاتجاهات وبالتالي فينبغي أن تحمي نفسها من جراء أي تهديد محتمل، حيث أن دوريات الأسطول الأمريكي الخامس تدور في مياه الخليج، وكذلك تبقى علاقتها المتوترة مع جيرانها، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية أحد الذرائع الرئيسية التي تتذرع بها الدولة الفارسية في هذا الصدد.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.