لأول مره منذ اندلاع الصراع السوري قبل خمسة سنوات، تستعد المملكة العربية السعودية لإمداد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات وأخرى مضادة للدبابات في محاولة من أجل عرقلة الجهود العسكرية الروسية، في ظل الدعم الروسي للنظام الحاكم في سوريا برئاسة بشار الأسد، بحسب ما ذكر موقع “ديبكا” الإسرائيلي.
وأضاف الموقع، المهتم بالشئون الدولية والاستخباراتية، أن نائب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والذي يشغل منصب وزير الدفاع بالمملكة، يخطط حاليا لتزويد المعارضة السورية بالأسلحة التي تمكنهم من مجابهة الدور الروسي الداعم للأسد، خاصة وأن روسيا أمدت الجيش السوري النظامي بدبابات من طراز “تي 90” خلال الأسبوعين الماضيين، والتي جاءت من قاعدة نوفورسيسك الروسية بمنطقة البحر الأسود.
استفزاز روسي
وأوضح الموقع الإسرائيلي أن المركبة الروسية نوفوتشركاسك قامت بتفريع أعداد كبيرة من الدبابات في ميناء طرطوس أمس الخميس، بالإضافة إلى شحنة من قاذفات الصواريخ من طراز “MLRS”، في حين أن سفينة روسية أخرى كانت في طريقها لسوريا لإمداد النظام السوري، وهي الخطوات التي تتوافق تماما مع التوجهات الروسية القائمة على تقديم الدعم للجيش السوري وإعادة بناء وحداته بعد المعاناة التي شهدها خلال السنوات الماضية.
إلا أن الخطوات الروسية، على ما يبدو، لا تروق للقيادة السعودية، والتي ترى أن مثل هذا الدعم الذي تقدمه روسيا للنظام السوري يطيل أيام الأسد في السلطة بشكل غير مقبول، بحسب ما ذكر الموقع الإسرائيلي.
مجرد حيلة
وأضاف “ديبكا” في تقرير له اليوم الجمعة أن الخطة السعودية لتسليح الميليشيات المعارضة في سوريا بالصورايخ المضادة للدبابات والطائرات، ربما تكون حيلة من جانب المملكة لإجبار كلا من موسكو وواشنطن للعمل جديا لإنهاء الصراع في سوريا، مع وضع المصالح السعودية في الاعتبار عند ابرام اي اتفاقات في هذا الشأن.
من جانب أخر، هكذا يقول “ديبكا”، أن الرؤية السعودية تهدف إلى الجمع بين موسكو وواشنطن بهدف التفريق بين كلا منهما وطهران، في ظل التنسيق الحالي بين روسيا وإيران وكذلك التقارب الكبير الذي شهدته العلاقات بين الولايات المتحدة والدولة الفارسية، فيما يخص الأوضاع في سوريا.
قرار نهائي
وأضاف الموقع الإخباري أن المملكة اتجهت لاتخاذ مواقف جادة مؤخراـ حيث قامت بنشر مقاتلات لها بقاعدة “أنجرليك” التركية تمهيدا لنشر قوات برية في سوريا، كما أنها قررت في ذات السياق تخفيض المعونات التي تقدمها للبنان احتجاجا على الدور الذي يلعبه حزب الله اللبناني في سوريا.
ونقل الموقع، عن مصدر سعودي، قوله بأن قرار تسليح المعارضة السورية نهائي، وأن المملكة سوف تقدم صواريخ أرض جو للمعارضة السورية قريبا، موضحا أنه لا يوجد من يستطيع منع المملكة عن التدخل المباشر لحماية مصالحها في سوريا خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأنها سبق وأن فعلت ذلك في أفغانستان في الثمانينات من القرن الماضي وفي النهاية خرجت منتصرة.
