شارك

معركة تحرير مدينة الفلوجة من قبضة تنظيم “داعش” الإرهابي تثير تساؤلات عديدة، حول الدور الذي تلعبه إيران في المعركة، وما إذا كانت واشنطن قادرة على السيطرة على الميليشيات الشيعية الموالية لطهران أم لا، بحسب “فورين بوليسي”.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى ما يسمى “قواعد تكريت”، والذي يعد اتفاقا غير رسمي بين الولايات المتحدة والميليشيات الشيعية الموالية لإيران العام الماضي، يقتضي عدم اقترابها من المدن السنية بعد تحريرها من قبضة “داعش”، حتى لا تكون سببا في إثارة أية صراعات طائفية من جديد تصب في مصلحة التنظيم الإرهابي، إلا أن معركة الفلوجة على ما يبدو تضع الاتفاق المذكور في اختبار جديد، بحسب قولها.

وأوضحت المجلة، المهتمة بالشؤون الدولية، أن الوضع في الفلوجة يبدو شبيها بما شهدته تكريت في العام الماضي، مبينة أن الميليشيات الشيعية شنت حملة عسكرية لاستعادة المدينة دون استشارة قيادات الجيش العراقي أو حتى المستشارين العسكريين الأمريكيين، وهو الأمر الذي دفع القيادات الأمريكية لرفض طلب من الحكومة العراقية بشن هجوم جوي على المدينة لكسر الجمود بعد فشل العملية، وبالتالي اضطر الجيش العراقي لقيادة تلك العمليات بنفسه.

ونقلت “فورين بوليسي” عن مسؤولين في الجيش الأمريكي قولهم بأنهم رفضوا التدخل إلا بعد خروج الميليشيات الشيعية من المدينة ذات الأغلبية السنية، موضحين أن الولايات المتحدة تصر على الالتزام بالقواعد التي تم اقرارها من قبل في قواعد تكريت، وبالتالي فليس هناك مجال لانتهاكها.

وأوضحت المجلة أن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم التزام الميليشيات الشيعية بالقوانين، في ظل الانتهاكات التي ارتكبتها بحق سكان الفلوجة من المسلمين السنة، والذين استطاعوا الفرار من جحيم داعش، ليجدوا الميليشيات بانتظارهم لتمارس معهم شتى أنواع التعذيب، كما أنها قامت بإعدام عدد كبير منهم مباشرة دون أية محاكمات بتهمة دعم التنظيم الارهابي.

وأضافت أن الانتهاكات خطيرة من الناحية الأمنية والإنسانية؛ لأنها قد تقود السنة الخائفين إلى دعم تنظيم الدولة، أو أي من الجماعات المسلحة من أجل الحماية، مشيرة إلى أن الخوف واضح على طرفي الانقسام الطائفي، حيث إنه بعد سلسلة من العمليات الانتحارية التي نفذها “داعش” في بغداد، تزايدت الضغوط على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للتركيز على تأمين الفلوجة.

واختتمت المجلة قائلة إنه رغم القلق داخل دوائر الإدارة الأمريكية من الانتهاكات، إلا أنها لم تهدد بوقف الغطاء الجوي عن عملية الفلوجة؛ نظرا لتعهد العبادي بقيادة القوات العراقية لها، مشيرة إلى أنه عندما سئل عما إذا كانت الإدارة تفكر بوقف الدعم الجوي، أجاب: “لم نصل عند هذه النقطة بعد.”

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.