شارك

التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة واﻻكراد في الحرب الراهنة لتحرير المدن السورية من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، ربما يدفع الحكومة التركية لمراجعة موقفها من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف، بحسب ما ذكرت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية.

وأضافت الصحيفة الأمريكية البارزة ان النجاحات المتتالية التي حققتها الميليشيات الكردية على التنظيم المتطرف، دفعت النظام الحاكم في تركيا إلى الاحتكاك مع واشنطن وبالتالي توتر العلاقات بين البلدين بصورة كبيرة، وهو الامر الذي يعد بمثابة تهديد كبير لمستقبل التحالف وطموحاته خلال المرحلة المقبلة.

النظام التركي، برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يرى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تقدم دعما كبيرا لحزب العمال الكردستاني، والذي يسعى للاستقلال عن تركيا، بحسب الصحيفة الأمريكية، وذلك بالرغم من أن الولايات المتحدة تضع الحزب الكردي في قائمة المنظمات الإرهابية لديها.

إلا أن أردوغان وحكومته ربما لا يروق لهما النهج الامريكي في التعامل مع الحزب الكردي، هكذا تقول “واشنطن تايمز” في تقريرها المنشور اليوم الأربعاء، حيث ان الحكومة التركية تمارس ضغوطا كبيرة على واشنطن حتى تتعامل مع حزب العمال الكردستاني بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع داعش على اعتباره لا يقل خطورة او ارهابا عنه.

وأضافت الصحيفة ان أنقرة ترى أن الولايات المتحدة تتجاهل المصالح التركية تماما في حربها ضد داعش، في ظل تعاونها مع الانفصاليين الأكراد بالإضافة إلى العبء الكبير الذي تتحمله تركيا من جراء تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين إلى أراضيها خلال الأعوام الماضية، منذ بداية الانتفاضة السورية منذ أكثر من خمسة سنوات.

وأوضحت الصحيفة ان التوتر التركي الامريكي تجلى في العديد من المواقف التي تزامنت مع العمليات التي يجريها التحالف ضد داعش، من بينها رفض قيادات عسكرية امريكية مشاركة القوات التركية في عملية عسكرية لتحرير مدينة منبج السورية، في حين أنهم قدموا الدعم للميليشيات السورية التي يشكل الأكراد الغالبية العظمى من أفرادها وهو الامر الذي أثار حفيظة الأتراك.

غياب الأتراك عن العملية العسكرية يسلط الضوء على اختلاف الأولويات بين أنقرة وواشنطن، فلكل منهما أهدافه الخاصة من الحرب على داعش، بحسب الصحيفة، كما انها تعكس على الجانب الآخر عدم ثقة واشنطن في النوايا التركية وراء المشاركة في الحرب على داعش.

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات أدلى بها عدد من المسؤولين الأمريكيين أكدوا خلالها مخاوفهم من جراء استغلال تركيا للحرب على داعش من أجل القضاء على الاكراد، خاصة وأن مشاركة تركيا في عمليات التحالف اقتصرت على بعض الهجمات الجوية التي شنتها الطائرات العسكرية من قاعدة انجرليك التركية.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول بأن قيام الولايات المتحدة بنشر حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” بالبحر الأبيض المتوسط يعني أن الولايات المتحدة تخلت عن قاعدة انجرليك التركية تماما، وبالتالي انعدام الثقة الأمريكية في الأتراك.

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.