شارك

حالة من الانقسام ظهرت مؤخرا في الولايات المتحدة، بين إدارة الرئيس باراك أوباما والكونجرس، بحسب صحيفة “واشنطن تايمز”، موضحة أن الخلافات دارت حول التعامل الأمريكي مع تنظيم “داعش” الإرهابي.

وذكرت الصحيفة الأمريكية البارزة أن داعش كان بمثابة العامل المشترك في الخلافات بين الإدارة والكونجرس خلال الفترة الماضية، موضحة أن أعضاء بالكونجرس أعربوا عن استيائهم من تراخي أوباما وإدارته في التعامل مع التهديد الكبير الذي يمثله التنظيم ضد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، مشددين على ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر حسما خلال المرحلة المقبلة.

السياسة التي تبنتها إدارة أوباما، الذي سوف تنتهي ولايته بعد عدة أشهر، تقوم في الأساس على عدم التدخل المباشر في الصراع الذي تشهده منطقة الشرق الاوسط، بحسب الصحيفة، واكتفت واشنطن بقيادة تحالف دولي تقتصر مهمته على قصف معاقل التنظيم المتطرف من الجو، بينما لا تقوم في المقابل بأي دور على الأرض.

إلا ان دائرة الانقسام يبدو وأنها اتسعت في الداخل الأمريكي، هكذا تقول “واشنطن تايمز” في تقرير لها أمس الاثنين، موضحة أن معارضة استراتيجية أوباما في الحرب على داعش لم تعد تقتصر على الكونجرس الذي يحظى بأغلبية أمريكية، ولكنها امتدت كذلك إلى عدد من القيادات العسكرية الذين أعربوا عن تحفظهم على سياسات الحرب على داعش خاصة في ليبيا.

وأعرب عدد من القيادات العسكرية الأمريكية عن رفضهم التبريرات التي ساقتها الإدارة، بشأن النجاحات التي حققتها القوات الليبية مؤخرا ضد ميليشيات التنظيم المتطرف، بحسب الصحيفة، مؤكدين أنها لا تكفي لإثبات قدرة القوات الليبية القيام بالمهمة وحدها دون دعم من الولايات المتحدة.

من ناحيته، يقول قائد العمليات العسكرية الأمريكية في أفريقيا توماس هوسلر ان هناك ضرورة ملحة لتصعيد العمليات العسكرية ضد ميليشيات التنظيم المتطرف في ليبيا خلال المرحلة المقبلة حتى تكون هناك فرصة لمجابهة الدعم الذي تقدمه قيادات داعش في سوريا والعراق لميليشياتهم في ليبيا.

وتوقع هوسلر، في تصريحات أبرزتها “واشنطن تايمز”، أن قيادات التنظيم لا يمكن أن تترك الميليشيات في ليبيا دون دعم خلال المرحلة الراهنة في ظل ضعف القوات الليبية وغياب الدعم الأمريكي، في ظل رغبتهم في تأسيس نواة للخلافة الاسلامية في الشرق الأوسط.

وذكرت الصحيفة أن الجيش الأمريكي يعكف حاليا على إعداد خطط عسكرية تهدف إلى التدخل العسكري في ليبيا للقضاء على داعش تماما، إلا ان هناك مخاوف من اعتراض البيت الأبيض على مثل هذه الخطوة موضحة أن أوباما يمتلك حق النقض على أي قرار من شأنه القيام بأي تدخل عسكري من جانب واشنطن في أي دولة أخرى.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.