شارك

منذ صعود تنظيم “داعش” وسيطرته على مساحات واسعة من سوريا والعراق في عام 2014، تناولت العديد من الصحف والقنوات الإعلامية التعاليم التي يروجها التنظيم المتطرف، وسعت للربط بينها وبين المملكة العربية السعودية، خاصة عند الحديث عن العقوبات التي ينفذها مقاتلي التنظيم تجاه المخالفين لهم، خاصة عقوبتي الإعدام والجلد.

وأشار تقرير نشره موقع “صوت أمريكا” في ذلك، إلى أن المنهج “الوهابي” لازال محلًا للجدل في الأوساط العالمية والعربية؛ ما بين مُعارض ومُتهم له بأنه من سبب من أسباب التطرف، ومُتفهم لحقيقة تعاليمه ومؤيد له.

لم يكن متداولا

وأضاف الموقع الإخباري الأمريكي البارز أن مصطلح الوهابية لم يكن معروفا سواء في داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها قبل عشرة سنوات فقط، ولم يكن متداولا على الإطلاق، موضحا أنه حتى ربما لا يعني الكثير بالنسبة للسعوديين أنفسهم.

من ناحيته، يقول الصحفي السعودي خالد المعينا، “لا يوجد دين خاص بالمملكة العربية السعودية، ولكن دينها هو الإسلام، وبالتالي فإن المسألة التي ينبغي أن ننظر إليها ليست في الأفكار والمذاهب باختلاف مسمياتها، وإنما في مسألة سوء التفسير لدى البعض. هناك متشددين في المملكة، تجدهم يتحدثون بنفس اللهجة التي يتبناها داعش، وهنا الأمر لا يتعلق بالحكومة أو سياساتها.”

حقوق المرأة

وأوضح “صوت أمريكا” أن هؤلاء المتشددين الذين يتحدث عنهم الصحفي السعودي يتبنون نفس أفكار التنظيم المتطرف تجاه المرأة وكذلك أفكار التكفير، موضحا أن المرأة لا يمكنها الحصول على الكثير من حقوقها دون موافقة الزوج أو ولي أمرها، وهو الأمر الذي غالبا ما يثير الجدل.

إلا أن الموقع الإخباري ربما تجاهل أن هناك خطوات جادة اتخذتها المملكة العربية السعودية لتحسين أوضاع المرأة، لعل من أبرزها منحها الحق في التصويت في الانتخابات المحلية، وتعيينها في عضوية مجلس الشورى، كما فتح الباب أمامها للعمل في العديد من المجالات، وهي الإصلاحات التي أشاد بها العديد من المراقبين حول العالم.

الرؤى المتطرفة

ربما يعاني غير المسلمين داخل المملكة، خاصة فيما يخص مسألة ممارسة عبادتهم، بحسب الموقع الإخباري، إلا أن الأمر يبدو مختلفا بالنسبة لهم مع داعش، حيث أنها تقوم بقتلهم بسبب معتقداتهم، وهو الأمر الذي دفع قطاع من المتابعين والمحللين للتأكيد على أن المقاربة بين داعش والمملكة لا يبدو عادلا على الإطلاق.

يقول رئيس مركز أبحاث الخليج عبد العزيز ساجر أن ما تفعله السلطات السعودية ليس إرهابا، على عكس داعش، موضحا أن أفعال التنظيم المتطرف دائما ما تكون محلا لإدانة غالبية الفقهاء السعوديين، وهو ما يعكس أن هناك رفضا من قبل السلطات السعودية للانتهاكات التي يرتكبها التنظيم المتطرف.

ولكن بالرغم من ذلك يبقى الاختلاف على مسألة التفسير، هكذا يختتم الموقع تقريره، موضحا أنه بالرغم من أن الوهابية لم تتم دراستها في الغرب إلا في السنوات الأخيرة، إلا أن التركيز في دراسة هذا المنهج الفكري اقتصر على الرؤى التي تتبناها الجماعات المتطرفة، وهو الأمر الذي أحدث قدرا من الخلط لدى الإعلام الغربي بين الوهابية وأيديولوجية الإرهاب.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.