شارك

أحرز المحققون تقدما في محاولتهم جمع الخيوط عن منفذي هجمات بروكسل الإرهابية التي وقعت الأسبوع الماضي، وأسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثين شخصا وما يزيد على 300 آخرين، وسبب إقدامهم على تنفيذ الهجوم. ولكن تبقى هناك أسئلة أساسية مفتوحة حول ما نعرفه وما لا نعرفه عن هذه الهجمات الإرهابية.

ما نعرف

نفذت الهجمات في صباح يوم 22 مارس من قبل أربعة أشخاص على الأقل. فجر انتحاريان نفسيهما في المطار الدولي في العاصمة البلجيكية بروكسل، فيما وضع ثالث عبوة ناسفة ثم غادر المكان. وفجر مهاجم رابع نفسه في محطة مترو أنفاق في مالبيك، قرب مقر المؤسسات الرئيسية للاتحاد الأوروبي في بروكسل.

تم التعرف على هويات الانتحاريين القتلى الثلاثة. وكان اثنان منهم شقيقين مولودين في بروكسل لديهما سجلات جنائية في بلجيكا، ولكن ليس لجرائم الإرهاب: إبراهيم البكراوي (29 عاما)، وخالد البكراوي، (27 عاما). وكان إبراهيم أحد انتحاريي المطار، بينما كان خالد في محطة مالبيك. ويوم الجمعة الماضي تم تحديد هوية نجيم العشراوي، وهو مواطن بلجيكي يبلغ من العمر 24 عاما كان مطلوبا منذ فترة طويلة على خلفية هجمات باريس الإرهابية التي وقعت العام الماضي، هو الانتحاري الثاني الذي توفي في هجوم المطار.

خلفت الهجمات 32 قتيلا، بالإضافة إلى المهاجمين الثلاثة. أربعة من الضحايا لقوا حتفهم في المستشفى، بحسب ما قالت وزارة الصحة البلجيكية أمس الأول الثلاثاء. وقد تم التعرف على جميع الضحايا، 17 من الضحايا كانوا بلجيكيين، فيما كان الـ15 الآخرون من جنسيات أجنبية. وكان من بينهم مواطنون من 13 دولة مختلفة، وفقا لوزارة الخارجية البلجيكية.

أدت الهجمات إلى سقوط نحو 340 جريحا. واعتبارا من بعد ظهر اليوم الخميس، لا يزال 80 منهم في المستشفى، من بينهم 41 في العناية المركزة، بحسب وزارة الصحة. وأحصي مواطنون من 20 دولة أجنبية بين الجرحى، وفقا لمركز الأزمات البلجيكي.

أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف مسؤوليته عن الهجوم، متهما بلجيكا بـ”مهاجمة الإسلام وأهله”. وتعد بلجيكا جزءا من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، الذي نفذ ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية والعراق.

تشير نتائج التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة البلجيكية، على نحو متزايد، إلى وجود صلة بين التفجيرات الانتحارية في بروكسل، والهجمات الإرهابية في باريس في نوفمبر الماضي. ويشتبه في أن العشراوي وخالد البكراوي استأجرا عقارات في بلجيكا يزعم أنها استخدمت من قبل منفذي هجمات باريس. وتم العثور على آثار الحمض النووي للعشراوي على سترات ناسفة استخدمت في باريس.

ما لا نعرف

لا تزال هوية مهاجم المطار الثالث، الذي يعتقد أنه لايزال هاربا، مجهولة. وقد أصدرت الشرطة مقطع فيديو لكاميرا المراقبة وصورا للمشتبه به الذي أطلق عليه مسمى “الرجل ذو القبعة”، مطالبة الجمهور بالمساعدة في التعرف عليه. قالت وسائل الإعلام البلجيكية إن رجلا احتجز في الأيام التي أعقبت الهجمات، هو المشتبه به، ولكن أطلق سراحه بسبب نقص الأدلة.

لم يؤكد المسؤولون البلجيكيون تقارير وسائل الإعلام عن وجود مهاجم ثان في محطة مترو مالبيك. وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون البلجيكية “آر تي بي إف” إنه لم يتضح ما إذا كان الرجل، مجهول الهوية، الذي التقطته كاميرا المراقبة، يحمل حقيبة كبيرة، لا يزال على قيد الحياة.

ويبقى من الأمور التي تحتاج الى تحديد، ما إذا كان آخرون قد ساعدوا مهاجمي بروكسل، على سبيل المثال بمساعدة لوجستية. واعتقلت الشرطة الألمانية، الأسبوع الماضي، رجلين قالت إنهما على صلة بهجمات بروكسل، لكن متحدثة باسم الادعاء العام، قالت في وقت لاحق إنه لا يوجد دليل على تورط أي منهما.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.