شارك

مخاوف كبيرة من كارثة انسانية قد تشهدها مدينة الفلوجة العراقية، بسبب المعارك المندلعة هناك ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، بحسب “نيويورك تايمز”، حيث يشن تحالف مكون من قوات الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشيعي  العشائر السنة حملة عسكرية لتحرير المدينة من قبضة الميليشيات المتطرفة.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها اليوم الخميس، أنه بالرغم من إقدام الميليشيات الشيعية باستخدام قذائف الهاون والصواريخ لقصف المدينة من الداخل، إلا أن المعارك مازالت تدور خارج المدينة، إذ يشن تنظيم داعش الإرهابي هجمات شرسة لعرقلة القوات العراقية والميليشيات الموالية له من دخول المدينة، بينما يبقى عشرات المدنيين عالقين داخل الفلوجة بانتظار مصيرهم الغامض.

الدبابات والآليات المتفحمة خارج الفلوجة تعد شاهدا على شراسة المعركة الحالية، هكذا تقول الصحيفة، وهو ما يعكس أن الأمر ربما لن يكون سهل على الإطلاق خاصة وأن التنظيم المتطرف كان حريصا على تحصين المدينة من خلال إنشاء شبكات معقدة من الأنفاق خارجها، حيث كانت طائرات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضد داعش، حريصة على قصف تلك الأنفاق قبل أيام من بداية الحملة.

وأوضحت “نيويورك تايمز” أن معارك الشوارع مازالت لم تبدأ بعد في الفلوجة، إذ أن مواقع انتشار القوات العراقية والميليشيات الموالية لها مازالت خارج المدينة، وأكد العديد من القادة العسكريين في الميليشيات الشيعية أنهم لا يرغبون في الهجوم مباشرة على المدينة واقتحامها، بل ويميلون نحو إبطاء سير المعركة خلال المرحلة الراهنة، حتى تكون هناك فرصة للمقيمين داخل الفلوجة للخروج منها.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن التحدي الطائفة يعد بارزا في ظل مخاوف كبيرة من التنكيل بالسكان السنة في المدينة العراقية التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف، خاصة وأن ميليشيات شيعية قامت بالقبض على عشرات من سكان المدينة بتهمة دعم داعش، وقامت بإعدام حوالي 17 منهم، وهو الأمر الذي أثار حفيظة قطاع كبير من المتابعين، حيث أن النهج الذي تتبناه تلك الميليشيات ربما يدفع العراقيين السنة نحو التعاطف مع التنظيم المتطرف على حساب قوات الجيش العراقي.

من جانب آخر، تقول الصحيفة أن المعركة في الفلوجة لن تكون سهلة على الإطلاق، خاصة وأن المدينة العراقية قد سبق وأن استعصت بالفعل على القوات الأمريكية، في إبريل 2004، إبان الغزو الأمريكي للعراق، وهو ما اضطرها آنذاك لمعاودة الهجوم مرة أخرى بعدها بحوالي سبعة أشهر لإنهاء حالة التمرد هناك، وهي المعركة التي كلفت الولايات المتحدة أكثر من مائة قتيل.

وأوضحت “نيويورك تايمز” أن نحو خمسين ألفا من المدنيين لا يزالون محاصرين في الفلوجة دون غذاء أو دواء منذ فترة طويلة، وأنهم يتعرضون للقصف المدفعي والصاروخي من كل الأنحاء، مع تزايد المخاوف من تعرض الفلوجة لكارثة إنسانية، إذ أن الأوضاع الإنسانية فيها آخذة بالتدهور في ظل تسارع وتيرة القتال وكثافته.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.