عندما شن الجيش التركي انقلابا ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، الجمعة، لجأ أردوغان إلى تطبيق “فيس تايم”، ليطالب الأتراك بالنزول إلى الشوارع لمجابهة المتمردين، في الوقت الذي لم يكن هو نفسه مؤيدا لحرية التعبير، وسعى للسيطرة بقوة على الإعلام، وأغلق الصحف، وقيد حقوق الإنسان، بحسب “نيويورك تايمز”.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في مقالها الافتتاحي، أنه رغم سياسات أردوغان القمعية، إلا أن آلاف الأتراك استجابوا لدعوته، وواجهوا المتمردين وتظاهروا ضدهم، الأمر الذي يعكس أنهم يؤمنون بالحرية، ويدعمون الديمقراطية، رغم تراجعها بصورة كبيرة في عصر أردوغان، وخلال حكم حزب العدالة والتنمية.
إلا أن هؤلاء المواطنين الذين انتفضوا من أجل الديمقراطية ربما سوف يدفعون ثمنا باهظا لانتفاضتهم. تقول “نيويورك تايمز”. متوقعة تراجع الحريات بصورة كبيرة الأيام المقبلة، وهو ما يمثل تحديا كبيرا للمجتمع الدولي الذي يواجه تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأضافت الصحيفة البارزة أن الأحداث الدموية والفوضوية في اليومين الماضيين تشير إلى أن أردوغان سيصبح قويا ومصمما على الانتقام، وسيستغل الأزمة لسحق، ليس المتآمرين من الجنود، بل المعارضين من اليسار، مشيرة إلى تهديده عندما قال: “سيدفعون الثمن الغالي”، وقوله: “هذه المحاولة هي منحة إلهية؛ لأنها ستساعدنا على تطهير الجيش.
وأوضحت “نيويورك تايمز” أن الشرق الأوسط المشتعل لا يمكنه تحمل دولة جديدة تتفكك، خاصة دولة تعد حيوية وحاجزا للناتو، ولديها أكبر جيش في المنطقة، لافتة إلى أن الولايات المتحدة أكدت يوم الجمعة دعمها المطلق للحكومة المدنية المنتخبة والمؤسسات الديمقراطية في تركيا.
ورغم أن أردوغان سعى إلى إضعاف الجيش وهيئته المؤسسية، إلا أن الجيش استعاد نفوذه في الآونة الأخيرة، بفضل ابتعاده عن السياسة، ودخوله في حرب مع الأكراد، بحسب “نيويورك تايمز”.
وتقول الصحيفة إن أردوغان تحرك يوم السبت لاعتقال أعدائه الحقيقيين والمتخيلين، حيث اعتقل حوالي ثلاثة آلاف من الجنود، بمختلف الرتب، وأعفى 2745 قاضيا من وظائفهم، مشيرة إلى أن أردوغان اتهم رجل الدين المقيم في بنسلفانيا فتح الله جولن بتدبير المؤامرة الانقلابية.
واختتمت قائلة إن العملية الفاشلة بدا أثرها واضحا على الحملة ضد “داعش” في العراق وسوريا، من خلال إغلاق القاعدة الجوية أنجرليك، لافتة إلى أنه حال انقسام الجيش التركي حول أردوغان، فإن إدارة العلاقة بين الجيش الأمريكي ونظيره التركي ستكون صعبة، وتؤثر في العلاقات بين البلدين، ما سيعرقل التعاون حول سوريا وقضايا أخرى، بحسب مسؤولين أمريكيين.
