شارك

ربما كان حرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على حضور احتفال لإحياء ذكرى فتح القسطنطينية الشهر الماضي، لاستعراض شعبيته بين الملايين الذين استقبلوه بالإعلام، إلا أن هناك أهدافًا أخرى وراء تنظيم مثل هذا الحفل، بحسب “نيويورك تايمز”.

الصحيفة الأمريكية البارزة ذكرت أن المشهدالاحتفالي الصاخب، الذي طغت عليه الأضواء المبهرة بينما غطته المقاتلات العسكرية في السماء، يعكس رغبة عارمة لدى الحكومة التركية للاتجاه نحو العظمة؛ استنادا على ماضي مجيد، إلا أن تلك الرغبة الطموحة ربما تصطدم بالواقع.

أردوغان تبنى يوما ما سياسة التصالح مع الخصوم، إلا أنه تخلى عن هذه السياسة، هكذا تقول الصحيفة، موضحة أنه أصبح غارقا في المشكلات مع كافة الاطراف، ما أدى لزيادة الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها تركيا في الأشهر الماضية، وأسفرت عن مقتل أكثر من 280 مواطنًا، والإضرار بالاقتصاد التركي بصورة كبيرة.

ورأت الصحيفة أن أردوغان خذل حلفاء وعلى رأسهم الولايات المتحده بسبب تقاعسه عن القيام بدور بارز في القضاء على تنظيم “داعش”، بينما خذله في الوقت نفسه ميليشيات التنظيم المتطرف الذين نفذوا عمليات إرهابية داخل تركيا، آخرها الهجوم الذي استهدف مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول.

الوضع البائس الذي يعيشه أردوغان دفعه للتحرك نحو السلام مع روسيا وإسرائيل الأسبوع الماضي، بحسب “نيويورك تايمز”، الأمر الذي ربما يكون استفز الميليشيات المتطرفة التي أقدمت على الهجوم الأخير، ردًا على تلك الخطوات.

وأضافت الصحيفة أن أردوغان يعطي الأولوية لبقائه في السلطة، واتخذ خطوات من شأنها التمهيد لتحويل النظام التركي من برلماني إلى رئاسي، إذ شن هجمات متتالية على الأكراد، بعد أن لعبوا دورا كبيرا في عدم حصول حزبه على الأغلبية المطلقة في انتخابات يونيو 2015، وذلك قبل القرار بتنظيم انتخابات برلمانية مبكرة في نوفمبر الماضي.

إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، تقول الصحيفة، موضحة أنه اتخذ عدة خطوات من شأنها قمع الصحافة والصحفيين وكذلك القضاة، مدللة بتصديق البرلمان التركي على قرار بعزل عدد كبير من القضاة مؤخرا.

واختتمت تقريرها بالقول بأن أردوغان فشل في مواصلة سياساته على المستويين الخارجي والداخلي، مرتئية أنه لم يستطيع الاستمرار على نهج المصالحة مع الخصوم في الخارج، ولم ينجح في تقديم نموذج الديمقراطية الإسلامية الذي سبق وأن وعد به.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.