«مصر والسعودية».. مواجهة التهديدات وحسم المستقبل العربي (خاص )

«مصر والسعودية».. مواجهة التهديدات وحسم المستقبل العربي (خاص )

خالد محمد

شارك

 

اتصالات مصرية – سعودية تمت، أمس السبت، بين الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، وخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع؛ لمواجهة التهديدات، وحسم المستقبل العربي.

 

وسبق هذه الاتصالات، أول أيام عيد الأضحى، لقاءات واتصالات جمعت بين وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ونظيره المصرى الفريق أول صدقى صبحى؛ لتكشف عن مدى التقارب بين البلدين، وتدحض الشائعات  التي حاول البعض ترويجها، الفترة الماضية، بوجود خلافات بين القاهرة والرياض، كما فعل الموالين للإخوان.

 

الملف السوري

 

رئيس وحدة مكافحة الإرهاب السابق بالمخابرات الحربية المصرية اللواء سلامة الجوهري قال لـ«السعودي»، إن التنسيق المصرى – السعودي لابد منه خلال هذه الفترة، وتحديدًا في «الملف السوري» الذى يروج البعض أن هناك خلافات بشأنه بين مصر والسعودية.

 

«التنسيق يكمن في ضرورة وجود حل سلمي للأزمة السورية، وعدم تفتيت سوريا، ووقوعها في قبضة التيارات الإسلامية المتشددة»، كما يرى «الجوهري»، مضيفًا أنه ليس هناك ما يمنع وجود اتصالات بشأن ضرورة أن يدخل الرئيس السورى بشار الأسد ضمن معادلة «حل الأزمة»؛ كونه أحد أهم أطرافها.

 

مكافحة الإرهاب

 

ملف «الإرهاب» جاء على رأس الملفات التي يتم تنسيقها بين الجانبين المصري- السعودي، كما أكد اللواء سلامة الجوهري، لافتًا إلى أن مصر والسعودية والإمارات والكويت قرروا تشكيل تحالف لمكافحة الإرهاب من خلال التنسيق بين الأجهزة الأمنية العربية المختلفة.

 

وبيّن «الجوهري» أن زيارة وزير الدفاع المصري للسعودية خلال الأيام الماضية، بتكليف من الرئيس السيسى للوقوف على القوات المصرية المشاركة ضمن قوات التحالف العربى، بجانب أن مصر والسعودية لديهما اتفاق في وجهات النظر، ورؤية متقاربة بضرورة التصدي لأي محاولات إيرانية لزعزعة أمن المنطقة، وعودة الشرعية إلى اليمن، موضحًا أن اتصالات «السيسي» بالعاهل السعودي والأمير محمد بن سلمان، للتأكيد على هذه الثوابت المشتركة.

 

« زيارة مرتقبة لخادم الحرمين إلى مصر ستحسم كل هذه الملفات الهامة المعلقة»، هكذا يرى «الجوهري»، مضيفًا: «مصر والسعودية يخلقان أدوات جديدة لمواجهة الصراعات بالمنطقة، وفكرة القوات العربية المشتركة، مازالت مصر تتبناها، وتريد حسمها؛ لتكون خط الدفاع عن المنطقة العربية»، موضحًا أن مصر تريد إقناع السعودية بضرورة سرعة التنفيذ.

 

دعم المملكة

 

وبحسب ما قاله الخبير الاستراتيجي اللواء أحمد عبد الحليم لـ«السعودي»، فإن اتصالات «السيسي» بخادم الحرمين، هدفها التأكيد على دعم مصر الكامل للسعودية، خاصة مع تزايد الهجوم على المملكة من قبل إيران وتركيا، والتأكيد على عدم وجود خلافات بين الشقيقتين.

 

«لا خلاف على الدور المصرى – السعودية – الروسي، في حل الأزمة السورية» كما يرى الخبير الاستراتيجي، موضحًا أن الملف اليمنى سوف يُحسم قريبًا، لكنه توقع ألا تستسلم إيران بسهولة لهزيمتها في اليمن، متوقعًا أن تحاول طهران هز استقرار السعودية، ومن ثم يأتي دور مصر بتأكيدها على دعم استقرار دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، متوقعًا أن تشهد الفترة المقبلة مزيد من الاتصالات والتنسيق بين مصر والسعودية بشأن هذه الملفات، بجانب بحث تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين؛ لدرء الأخطار المتوقعة.

 

رسالة إلى إيران وتركيا

 

رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية الدكتور معتز سلامة، رأى أن الاتصالات واللقاءات المصرية- السعودية «رسالة إلى إيران وتركيا، بأن القاهرة ستظل داعمًا رئيسيًا للرياض»، وبحسب المعلومات التي توافرت لديه، فإن زيارة وزير الدفاع صدقي صبحي إلى السعودية كانت فرصة لمناقشة حرب «التحالف العربي»، بقيادة المملكة، في اليمن خاصة أنها وصلت إلى مرحلة متقدمة، ونجحت
إلى حد كبير في تحقيق أهدافها.

وبحسب ما قاله «سلامة» لـ«السعودي» فإن هذه اللقاءات بين مسؤولي البلدين، رسالة للمتربصين بأن «التنسيق العسكرى بين مصر والسعودية مستمر»، لافتًا إلى أن كثير من الملفات العالقة بين القاهرة والرياض يتم حلها، سواء في الزيارات المعلنة أو غير المعلنة.

 

وبالنسبة لدعم روسيا لسوريا، رأى «سلامة» أنه ليس هناك خلافات بين مصر والسعودية في هذا الشأن، لافتًا إلى ضرورة وضع حل يمنع وقوع سوريا في أيدى الجماعات الإرهابية التى تهدد العالم، ووضع صيغة تفاهم في هذا الملف، بمشاركة مصر والسعودية والإمارات وروسيا وأمريكا، متوقعًا أن اللقاء المرتقب بين الرئيسين الأمريكى والروسي، ربما يحسم مستقبل سوريا إلى حد كبير.

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.