محمد العمر: «صنعاء» ساعة الصفر

محمد العمر: «صنعاء» ساعة الصفر

شارك

السيطرة على صنعاء تعني نهاية الانقلاب، حيث شهدت العاصمة انهياراً كبيراً في صفوف الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع «علي صالح» مع توالي الهزائم التي تعرضوا لها في محافظتي مأرب والجوف، إضافة إلى استنزافهم في القتال من خلال غارات طيران التحالف العربي الذي دمر المعدات والآليات لتلك القوات، والتي أدت إلى انسحاب وتساقط كبير في صفوف ميليشيا الحوثي.

متغيرات كثيرة أدت إلى بدء معركة التحرير، حيث تعود الأسباب إلى وجود العدد الكافي من الألوية المكلفة باستعادة صنعاء، وذلك بعد وقت مناسب تخلله تخطيط وتدريب وتجهيز دام لشهور، ومن ثَم تم تسليحهم بالعتاد اللازم، كما أن هناك ألوية أخرى يتم استكمال تجهيزها بعد تحرير «نهم» بوابة تحرير صنعاء، فالعمليات العسكرية تسير وفق مخطط مدروس، ولن تتوقف حتى استعادة العاصمة بكاملها.

التقدم الذي أحدثته المقاومة الشعبية على جبهة نهم، أتى بعد صد هجوم للميليشيات حاولت فيه الالتفاف على منطقة الفرضة، وامتدت المواجهات إلى منطقة المديد مركز مديرية نهم، بعد سيطرة الجيش على جبلي المحجر والمنار الاستراتيجيين.

لم يكن ليستمر التحالف العسكري في إطالة أمد الحرب وإعطاء الفرصة للانقلابيين من خلال إطالة أمد المفاوضات لغرض كسب الوقت من أجل إعادة ترتيب أوضاعهم، فوفد الانقلابيين يعمل على ترحيل الأزمة اليمنية عبر مقترحات لحلول وقتية لا تعالج أساس المشكلة، ولكن تعالج ما ترتب عليها، كما أنهم يسعون للضغط على قوات التحالف وإثارة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية، عبر افتعال أزمات إنسانية في داخل اليمن كالتجويع وشح المحروقات وإلصاقها بقوات التحالف.

لا فائدة من إطالة أمد المفاوضات والمشاورات التي تمت في الكويت، بل يجب التأكيد على أن ‏تنفيذ القرار 2216 بلا نقاش، هو طريق السلام لليمن واليمنيين، وجرى التنبيه سابقاً إلى أن مساعي إفشال مشاورات الكويت سترجح الخيار العسكري، وهذا ما تم، لأن الانقلابيين فوتوا أعظم فرصة تاريخية، والتي لن تتكرر لضمان استمرارهم باعتبارهم مكوناً سياسياً.

نحن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تُفرَّغ العاصمة من الوجود الانقلابي، وبذلك تبدأ عملية تحرير اليمن بكامله، من خلال تحويل الميليشيات إلى فلول تعود إلى كهوفها، وقد تهرب قيادته خارج البلاد، إلا إن سقطوا في يد المقاومة، أو أن يقاوم المتمردون ويواجهوا الشرعية حتى مع استعادة صنعاء، لكن على الأغلب لن يدوموا طويلاً.

نقلًا عن “الرؤية” الإماراتية

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.