محمد العمر: اغتصاب على رمح العيب الاجتماعي

محمد العمر: اغتصاب على رمح العيب الاجتماعي

شارك

مهما بلغ المجتمع من وعي وإدراك فهناك أيادٍ خفية تحاول أن تجرَّه إلى منزلق الهاوية ثم الهلاك، إذ هناك سماسرة مهمتهم البحث عن الثغرات واختراق المنظومات الأسرية والتعليمية حتى العملية، وغرضها إيقاع عدد أكبر من الضحايا، وخلق شبكة عنقودية تدر عليهم المال والجاه، ورغم أن هناك جيلاً يدرك معنى الخطر إلا أن الإغراءات والحيل تتجدد.

البعض يُرجع انتشار ترويج بعض العقاقير المخدرة بين الشباب والمراهقين إلى تفاقم العديد من المشكلات داخل المجتمع ومن أهمها البطالة وقلة الوعي والتفكك الأسري وارتفاع حالات الطلاق، كما يتسبب أيضاً في تدمير المستقبل العلمي لمدمن المخدرات نتيجة ضعف التحصيل العلمي وتكرار الرسوب.

اللهث خلف تلك العقاقير يعني إنفاق أموال طائلة بغرض الحصول عليها، ما يؤثر بشكل قاطع على دخل الأسرة أو دخل الأفراد. واستهلاك مبالغ كبيرة من المال في مجال تجارة المخدرات يضر بالاقتصاد القومي والدولي بشكل مباشر.

لن آتي بجديد في حال قلتُ إن ذلك يتسبب في ارتفاع نسبة الجرائم المختلفة نتيجة لغياب الوعي وزيادة العنف، فتنتشر حالات السرقة والقتل والاغتصاب، إلا أن ما يؤلم أن يكون الاعتداء الجنسي على الأم أو الأخت أو البنت، حيث إني لم أكن أتصور حدوث ذلك لولا وقوفي على حالة مشابهة، وتفاصيلها تقشعر منها الأبدان.

ما يؤلم في الأمر أن تكون ثقافة «العيب الاجتماعي»، هي التي تتسبب في حصول مثل تلك الاعتداءات التي لا تقبلها الطبيعة البشرية، لا سيما عندما يكون أحد أفراد الأسرة مدمناً وأحد الوالدين يسكت على فعلته المشينة مع شقيقته، تحت ذريعة الخوف من انتشار رائحة فضيحة الابن في إدمانه، لا البنت في تمكين نفسها.

في غالب الأحيان يكون مدمن المخدرات ضحية مجتمع نتيجة نشأته في ظل ظروف معينة أدت لانجراره تجاه الإدمان دون ضوابط رادعة. لذلك، يجب أن يشارك الجميع في علاجه لتفادي الآثار المدمرة التي سيتأثر بها المجتمع، ومع تقديم الوسائل المناسبة للعلاج يمكن تحقيق نسبة كبيرة في نجاح علاج الإدمان بين الشباب.

يقع العبء الأكبر على عاتق المجتمع لمكافحة الإدمان عبر التكامل التعاوني بين كل من المؤسسات المدنية والحكومية لأجل رفع مستوى وعي الفئات المستهدفة وقبل ذلك الأسر، من خلال وسائل الإعلام المختلفة، لتقديم أنشطة متنوعة ومتعددة تجذب الفئات الشبابية في المجالات التي تستهويها كالبرامج الرياضية والثقافية والاجتماعية، والتي غرضها اندماج المستهدفين داخل المجتمع واستغلال جهودهم في أعمال مفيدة وتدعيم الدور الأساسي للأسرة في التنشئة الاجتماعية الصحية.

نقلًا عن “الرؤية” الإماراتية

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.