محمد الساعد: من الملك المؤسس.. إلى الأمير المجدد

محمد الساعد: من الملك المؤسس.. إلى الأمير المجدد

شارك

إذا كان الملك عبدالعزيز هو المؤسس الحقيقي للبلاد السعودية الذي بنى دولتها الثالثة، واستطاع أن يحولها إلى دولة مؤسسات، ويجمع قبائلها وحضرها وبدوها تحت راية جامعة، وصهر شعوبها المتناثرة في أمة واحدة، وجعل من أسرة آل سعود عمود خيمة البلاد، وأكمل أبناؤه الكرام سيرته وحلمه في تثبيت دعائمها، فإن الأمير الشاب محمد بن سلمان هو الأمير المجدد الذي يريد أن يدفع هذه البلاد لمئة سنة أخرى.

عبر مشروعه الحضاري التنويري، الذي أطلقه الاثنين الفائت، وباركه الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن نايف، وفرح به السعوديون أيما فرح.

السعودية الثالثة قياسا بعمر الأمم لا تزال في طور التأسيس، كدولة شابة، لكن أصبح من حقها اليوم، ومن حق شعبها عليها أن تلتفت للمستقبل بجدية وسرعة وانتباه كبير، دون خشية أو وجل، فهي اليوم دولة تتقدم نحو العالم، وتحارب مواطن الفتن والشرور التي حاولت محاصرتها، تمهيدا للقضاء عليها.

فالتحديات والأخطار والأعداء يتربصون بها من كل حدب وصوب، وأصبح من الملح عليها أن تدخل في مرحلة التقدم نحو العالم، والالتقاء به هناك في مداراته.

المطلوب الآن تحويل هذه الرؤية إلى برنامج عمل وطني، يشترك فيه المواطنون والمواطنات كافة، عماده التعليم والمعرفة، وجذوره الفن والثقافة، إذ بغيرها لن نستطيع أن نتحرك قيد أنملة.

نحن أيضا في حاجة لآلاف الكفاءات الشابة، وإلى خبرات إدارية سعودية وأجنبية، للمساعدة في إحداث تغيير سريع وملموس يحسه السعوديون عاجلا في حياتهم.

كما يجب أن نحسم أمرنا، هل نريد الانعتاق من تلك «الكلبشات» الصدئة والقيود التي كبلنا بها مجموعة من رهط الورائيات، فتحولنا إلى مصيدة للموت والكآبة والاستشراف، وأكبر بلد مصدر للأموال والسياح، وأهدرنا الفرص لصالح التمهل والتردد والخوف أحيانا.

لقد فرطنا بكل تلك الفرص عن نية حسنة، لكن قوانين الحياة تقول بشكل صارم: إن الأمم لا تتطور بالنيات الحسنة أبدا.

علينا تحديد أولوياتنا التي يمكن تطبيقها وقياسها، مربوطة زمنيا بالإنجاز، يحميها الثواب والعقاب، فالمستقبل أمامنا وماضينا وجذرنا العظيم معنا، نستمد منه روحنا لكنه يجب أن لا يكون مصدر إعاقة بل المنصة التي ننطلق منها نحو النهضة التي نتطلع لها.

للسعودية قوتها الناعمة وإرثها الحضاري العميق، فهي قبلة المسلمين، وموطن العرب الأوائل، وعاشت بها الديانات السماوية الثلاث، من نجران جنوبا حتى مدائن صالح شمالا، وفيها كتبت معلقات الشعر، وأعظم روايات الحب والغزل، وشهدت وديانها وبطحاؤها قصص البطولات والفروسية.

كل ذلك يجب أن يستثمر لأقصى حد، نحن أمام فرصة تاريخية لتحقيق الدولة السعودية المدنية، التي تؤسس لمستقبل ممتد في مقبل الأيام.

نقلًا عن “عكاظ”

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.