شارك

بعد ما يقرب من 15 عاما منذ أحداث 11 سبتمبر التي ضربت واشنطن ونيويورك، على الرئيس باراك أوباما أن يقرر ما إذا كان سوف يتم الكشف عن تقرير الـ”28 صفحة”، والذي تم تصنيفه على أنه “سري”، وتناول نتائج التحقيقات التي أجراها الكونجرس في هذه الأحداث الإرهابية، بحسب ما ذكر السيناتور الأمريكي السابق بوب جراهام.

وذكر جراهام، في مقال منشور له بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أنه كان واحدا من بين عدة مسئولين سابقين طالبوا البيت الأبيض برفع السرية عن التقرير المثير للجدل والإعلان عن نتائج التحقيقات التي توصلت إليها اللجنة المشكلة من قبل الكونجرس، من بينهم رئيس لجنة الاستخبارات السابق بمجلس النواب بوب كيري، وكذلك السفير السابق تيم رومر.

تفاؤل لم يدم

وأوضح الكاتب أنه بالفعل تلقى اتصالا من البيت الأبيض في شهر أبريل الماضي، تم التأكيد خلاله أن أوباما بصدد الإعلان عن التقرير ومحتواه في موعد أقصاه شهر يونيو المقبل، إلا أن المسؤول الذي تحدث معه لم يقدم أية وعود حول الخطوات التي سوف يفعلها أوباما بعد ذلك، موضحا في الوقت نفسه أنه اعتقد في ذلك الوقت أن هذا القرار يبدو خطوة على الطريق الصحيح.

“تفاؤلي لم يدم طويلا”، هكذا استطرد السيناتور السابق، خاصة بعد أن ظهر مدير جهاز الاستخبارات الأمريكي “سي أي إيه” على شاشات التلفزيون ليؤكد أن الوثائق ينبغي أن تبقى سرية وألا يتم إعلانها للرأي العام، وذلك على اعتبار أن الشعب ربما يكون غير قادر على تقييمها بشكل جيد، موضحا أن معلومات عديدة داخل التقرير تم تجميعها من ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالية، سوف يتم استغلالها لتوريط السعودية في الأحداث وهو ما يعد أمرا غير دقيق على الإطلاق.

إهانة للأمريكيين

كانت السعودية قد طلبت عدة مرات من إدارة الرئيس السابق جورج بوش وكذلك الإدارة الحالية الكشف عن النتائج التي توصلت إليها لجنة الكونجرس حول أحداث 11 سبتمبر، والتي تتواجد في التقرير المشار إليه حتى يتسنى لها معرفة ما إذا كان هناك ما يدين المملكة أو أحد مسؤوليها في التورط بالأحداث والرد عليه بشفافية ووضوح.

ويواصل الكاتب الأمريكي “مع كامل الاحترام للحجج التي ساقها المسئول الاستخباراتي الأمريكي، فإن مثل هذه التصريحات هي إهانة مباشرة ليس فقط للجمهور الأمريكي بشكل عام، ولكن أيضا لأسر الضحايا الذين فقدوا أرواحهم في تلك الأحداث الإرهابية التي هزت العالم أجمع. الأمريكيون قادرون تماما على تقييم ما ورد في تلك الصفحات الـ28 وبالتالي اتخاذ قرارهم بشأنها.”

أسئلة بانتظار إجابة

وقال جراهام: “بصفتي أحد أعضاء اللجنة التي كتبت التقرير، فأنا مطلع على ما يحتويه التقرير من معلومات، ولكني ربما لا أستطيع مناقشتها بسبب القسم الذي أقسمته بعدم الإفصاح عن تلك المعلومات، ولكني أعتقد أن الأمريكيين يستحقون معرفة المعلومات الواردة في هذا التقرير نظرا لأهميتها الشديدة”

وأضاف أن الكشف عن الصفحات المخبأة في أروقة الإدارة الأمريكية سوف تجيب على عدة أسئلة، ربما يتلهف لها معظم الشعب وهي:

أولا: هل ينبغي أن نصدق أن الـ19 إرهابي الذي ارتكبوا تلك الأحداث الدامية، والذين لم ينالوا قسطا كافيا من التعليم ومعظمهم لم يسبق له زيارة الولايات المتحدة، قد تصرفوا بمفردهم؟

ثانيا: هل حصل الإرهابيون على دعم من كيانات أجنبية؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فما هي تلك الكيانات؟

ثالثا: يقول رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية أن المعلومات الموجودة في التقرير غير مؤكدة وغير دقيقة، فما هو الدليل الذي يستند عليه في ذلك؟

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.