ياسر الذهيبي: ما على هالأرض .. أرض مثل أرضي

ياسر الذهيبي: ما على هالأرض .. أرض مثل أرضي

ياسر الذهيبي

شارك

في كل موقف ومع كل حادث يثبت قادة المملكة العربية السعودية أن العدل والحكمة هي ممارسة وأفعال على أرض الواقع، وليست شعارات رنانة تُطلَق من على المنابر أو كلمات تنطق في الخطب الجماهيرية، وإن روح الإنسان غالية ومقدسة لا يُقبل الإهمال فيها ولا يسمح بالتعدي عليها؛ فما حدث في بيت الله الحرام في هذا العام ١٤٣٦هـ من أحداث مؤسفه مات بسببها أكثر من 100 نفس، وأصيب المئات بسبب وقوع الرافعة التي اسقطتها وضعيتها الخاطئة بالإضافة إلى العواصف الشديدة؛ كان درساً عملياً في التعامل بإنسانية مع البشر بغض النظر عن أصولهم وجنسياتهم.
فمن وقت وقوع الحادث يوم الجمعة باشر أمير منطقة مكة، الأمير خالد الفيصل، الحادث، وفي يوم السبت حضر الملك سلمان ابن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لزيارة المصابين ومواساة ذوي المتوفين والإطلاع على الأضرار التي لحقت بالحرم المكي، وفي يوم الأحد الماضي أصدرت اللجنة المكلفة تقريرها الذي وضع النقاط على الحروف، وأوضح أسباب الخطأ الغير مقصود .
وفي نفس اليوم صدرت قرارات انسانية بالمقام الأول فكانت بلسم للجروح ومواساة لذوي المتوفين؛ فلو أن ما حدث كان في دولة أخرى لإكتفت بالسماح لأهل الضحايا برفع القضايا على الشركة المتسببة في الحادث دون تدخل من الدولة، ولكن لأننا في مملكة الإنسانية؛ فقد تم تعويض أهل المتوفين بمليون ريال، والمصابين بنفس المبلغ بالإضافة إلى استضافة 2 من أهل المتوفين في حج العام القادم بإذن الله، مع منح تأشيرة لعوائل المصابين لزيارة ذويهم الذين سيتم علاجهم في المملكة على حساب الدولة.
ولم يكن الحزم غائباً فقد تم ايقاف مشاريع شركة “بن لادن” ومنع مجلس الإدارة من السفر لحين انتهاء التحقيقات بالإضافة إلى اعطاء أهالي الضحايا الحق بمقاضاتها ولهذا الأمر دلالات كثيرة؛ فشركة “بن لادن” أكبر شركة مقاولات في المملكة وصاحبة خبره وباع طويل في مشاريع الدولة؛ فهي من قامت بجميع توسعات الحرمين تقريباً وهي من انشأت الكثير من الطرق ولعل أهمها طريق الهداء، ومع ذلك لم تشفع لها تلك المشاريع حينما تعلق الأمر بأرواح الناس، وهذا دليل أن المخطئ سيحاسب كائناً من كان ولا يوجد من هو فوق القانون حتى وإن كان الحادث ليس جنائياً وغير مقصود.
ان المتأمل للوضع الاقتصادي الحالي للملكة (في ظل انخفاض أسعار البترول ووجود حرب قائمة في اليمن مع ما يحدث من أحداث اقليمية تؤثر على اقتصاد جميع الدول العربية) ومع ذلك كله يجد المملكة العربية السعودية تعطي تعويضات بما يقارب النص مليار دولار – لخطأ ليس للدولة يد فيه – يتأكد أن قيمة الإنسان في بلدنا الحبيب غالية، وأن منظمات حقوق الإنسان تحتاج أن تأخذ الدروس مما يحدث في المملكة العربية السعودية في المحافظة على حياة الإنسان والمساواة بين البشر باختلاف ألوانهم وجنسياتهم؛ فهذا هو الإسلام الذي أُمرنا به، وهذا هو العدل الذي يقوم عليه ديننا الحنيف.
تحية اجلال وتقدير لملك الحزم والعزم والإنسانية الملك سلمان ابن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه ومدد خطاه إلى كل خير وصرف عنه وعن بلدنا كل شر.

قالوا : البيت الحرام .. قلت : أرضي
قالوا : الشرع الإمام .. قلت : أرضي
قالوا : الحب السلام .. قلت : أرضي
قالوا : في مدحك نزود .. قلت : يفداها الحسود
ما على هالأرض .. أرض مثل أرضي

 

 

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.