ماضي الخميس: ماذا ستخسر إيران لو غيّرت سياساتها ؟!

ماضي الخميس: ماذا ستخسر إيران لو غيّرت سياساتها ؟!

شارك

كان يمكن لإيران أن تكون دولة صديقة بدلا من أن تصبح عدوا للخليج ككل، ويمكن لها أن تكون مصدر أمان بدلا من أن تكون مصدر قلق.. وأن تكون جارا سعيدا بدلا من أن تصبح جارا شقيا.. وأن تستخدم أسلوب الود بدلا من وسائل الشغب.. وأن تفيد وتستفيد من علاقتها الإيجابية مع دول الخليج، بدلا من أن تكسب العداوة والريبة.

لا يوجد منطق أو مبرر لكل ما تقوم به إيران من مشاغبات لدول الخليج.. خاصة وأننا لو راجعنا المواقف التاريخية سنجد أن كثيرا ما أبدت دول الخليج حسن النوايا ومد يد المصافحة والرغبة في بناء علاقات إيجابية بين الطرفين، حتى أكثر الدول الخليجية تضررا من إيران البحرين والإمارات، كانت لديهما نوايا صادقة في بناء جسور من الود والتفاهم الذي يخدم الجانبين.. لكن الإيرانيين في كل مرة يقذفون كل تلك الجسور بمواقف وتصريحات سلبية للغاية تنسف كل المشاعر الإيجابية.. ولو فكرنا في الأسباب المنطقية لا نجدها!.

ماذا تخسر إيران لو استعاضت بالشر المضمر لدول الخليج بمواقف إيجابية.. ماذا ستخسر لو كانت لها علاقات طيبة، وجلست على طاولة التفاوض والتفاهم لإنهاء كل الخلافات العالقة مع دول الخليج.. وأبدت حسن النوايا بالقول والفعل، وبالمواقف والتصريحات، وأزالت كل الترسبات السلبية التي تخلق حالة من الترصد وعدم الثقة؟

ما ستحققه إيران لو تحسنت علاقتها مع الخليج أكثر بكثير مما تحققه بسبب مواقفها السلبية وعدائها المعلن والمبطن لدول الخليج وشعوبها، من كافة النواحي وفي كافة المجالات.. خاصة وأن هناك سوابق لمراحل تاريخية طويلة كانت العلاقات جيدة ومتميزة وبعيدة كل البعد عن التوترات والصدام.

إن التوتر الذي يعيشه العالم اليوم من كافة النواحي لا يحتاج إلى المزيد من الخصومات والعلاقات السلبية بين الدول، ومكاسب إيران الإيجابية مع دول الخليج أكبر كثيرا من مصالحها السلبية، والأمر لا يحتاج إلى كثير من التعقيد لإزالة كل بوادر التوتر والشروع في خطوة إيجابية للعمل على إزالة كل الشوائب العالقة في العلاقة بين الجانبين.

إن المواقف السلبية التي تتخذها إيران تجاه دول الخليج غير مبررة، والتصريحات التي تصدر سواء من جهات حكومية أو برلمانية لا يمكن أن تقابل من الجانب الخليجي بود، تلك المواقف والتصريحات هي التي خلقت حالة سلبية في الخليج شعبا وحكومة تجاه إيران.. التي من المفترض أن تكون جارا صديقا.. خيرٌ لها من أن تكون جارا مشاغبا.. ودمتم سالمين.

نقلًا عن “الرياض”

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.